عشت في زمن «أبو جبريل»
- صلاح العلي الثلاثاء , 9 يـنـاير , 2024 الساعة 7:29:12 PM
- 0 تعليقات
صلاح المقطري / لا ميديا -
في 2013 اختلفت مع الرفيق وسام محمد وحنقت عليه حين كتب في صحيفة «الثوري» مقالا عن ياسين ختمه متفاخرا بالقول: «أخبروهم أنني عشت في زمن ياسين سعيد نعمان»! ياسين الذي قيم حجمه هو بنفسه كسفير لدى بريطانيا بعد انتهاء مهمته البريطانية في الاشتراكي والوطن.
عرفت السيد القائد أول الأمر من خلال الشاشة في 2013 و2014.
لم أكن متوليا ولا متبعا. كانت تشدني خطاباته التي رأيت صدق صاحبها وعزمه وشجاعته.
مع بدء العدوان على اليمن انطلقت من واقع خلفيتي وخلفية أسرتي الثورية، لكنني كنت أقترب أكثر مع كل حديث للسيد، لاسيما وأنني أشاهد براهينه في الواقع، وفي كل مرة صرت أجد نفسي أكثر تعلقا به وأكثر محبة.
مع كل حدث كنت أكره سياسيي هذا البلد، الذين كنا نعدهم قادة ونماذج لنا، مثل ياسين سعود نعمان، وبالمقابل أكثر محبة لأبي جبريل.
مواقف السيد القائد كثيرة جدا، وهذا آخرها مع القضية الفلسطينية. إزاء ذلك، إن لم تستطع أن تحترم الرجل -على الأقل ولن نقول محبته وتوليه- فأنت أبعد ما يكون عن الصدق والوطنية والحق.
هل أنت مع فلسطين؟ إذا كان نعم، فمن بربك أعظم من يقف معها اليوم؟! برغم ما نعاني من واقع حصار وعدوان ومعاناة.
دع انتماءاتك وتوجهاتك وانظر ببساطة من هي القوى التي تتكتل بمواجهة السيد القائد ومشروعه! ويجب عليك أن تعرف حينها من نحن ومن هم.
يا هؤلاء، ألا يدهشكم ما يسطر أبو جبريل اليوم من مواقف؟! ألا تدهشكم ثورية وعنفوان هذا الشعب الكريم الذي لطالما سخرتم منه ونعتّموه بـ«القبيلي والمتبندق والمقرح والمتجنبي و... و... و...»، سخرتم منه لأنه لا يلبس بنطالاً وكرافتة ولا يجلس في المقاهي ويقرأ الصحف والكتب ويحتسي معكم أنخاب الانتصار الثوري الليلي في المقالات والمنشورات؟!
حين كتب «أخبروهم أنني عشت في زمن...» فكرت حينها كثيرا؛ ليس هناك من يستحق أن نتحدث عنه هكذا!
لكنني اليوم أجد وبلا شك من سأقول إنني عشت في زمانه.
وسيكفيني إن غادرت الدنيا أنني كنت جنديا في جيش أبي جبريل. سيكفيني أنني عشت هذا الشموخ والعزة والكرامة والإباء بمواجهة الإمبريالية العالمية وكل طواغيت الأرض.
عشت اليوم الذي صار فيها وطني وشعبي مهددا وجوديا للكيان الصهيوني ويهدده ويرعبه ويذله؛ اليوم الذي انتظرته منذ كنا نبكي ونتألم ونحن صغارا نرى الجرائم والبشاعات بحق فلسطين وأهلها! لا تزال حرقة قلبي موجودة منذ شاهدت الدرة يحاصره وطفله الرصاص الصهيوني لا يجد مهربا ولا منقذا، بينما تتكدس الجيوش والدبابات العربية بلا حراك، راكعة تحت رحمة «الأفخاذ الملكية»!
وأنا أشاهد الجرائم اليوم في غزة وأكاد أنفجر من الكمد لا يطيب قلبي ولم يمحُ شعوري بالعجز إلا سيدي ومولاي أبو جبريل وموقفه العظيم الخالد؛ لأننا صرنا حقيقة نواجه ونقاتل وننكل بالصهيوني، وأسقط عنا لباس الذل والعجز.
صرنا رغم تباعد المسافات نشعر بأننا في الخنادق ذاتها مع أبطالنا في غزة. هذه هي المرة الأولى التي لا نكتفي فيها فقط بالبكاء والحزن والدعاء والتظاهرات.
لذلك أفخر وأعتز وأتشرف بهذا القائد وبموالاتي له وبعشقي له وباتباعي له إلى أبد الآبدين.
فهذا هو زمن اللامستحيلات واللاخنوع واللاخوف.
فبالله بأي رجل نباهي؟ أليس بالسيد القائد؟!
ويحضرني ختاما مقطع من قصيدة شاعرنا الدكاك:
بمِثْل ابنِ بدرٍ فليُبَاهِ الذي وَالَى
أَلَا فَهَبُونِي مِثلَ مَوْلايَ أَمْثالا
المصدر صلاح العلي
زيارة جميع مقالات: صلاح العلي