ما وراء الأكمة
- عبدالرحمن هاشم اللاحجي الثلاثاء , 2 مـايـو , 2017 الساعة 6:57:05 PM
- 0 تعليقات
يبدو أن الحملات الإعلامية (المتمسكنة) التي تبناها ناشطون وحقوقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي طالبوا من خلالها الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية العالمية ذات العلاقة بالشأن الإنساني الدولي، باتخاذ موقف ضاغط على دول التحالف، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، بعدم الشروع في احتلال ميناء الحديدة.. يبدو أنها حُرفت عن مسارها بشكل مقصود ومتعمد من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهذا أمر متوقع، وغير مفاجئ بالنسبة لنا على الأقل.
عشية الأربعاء الماضي، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، أطراف النزاع في اليمن إلى البدء بجولة تفاوضية جديدة نهاية مايو القادم، معللاً أسباب ذلك الى (درء هجوم وشيك على ميناء الحديدة)، حد تعبيره. ومع أننا لم نقرأ حتى الآن عن أي مواقف مرحبة أو رافضة أو متحفظة من قبل الطرفين المعنيين بتلك الدعوة المخادعة، إلا أننا نتوقع أن تسارع حكومة الرياض لإعلان موافقتها غير المشروطة على ما جاء فيها، بينما ستكون هذه الموافقة مقترنة بتحفظ مشروع من قبل وفد صنعاء، وقد تُرفض من الأساس.
ولد الشيخ ليس إنساناً سوياً حتى تتم مطالبته أو مطالبة الجهة التي ينضوي بالعمل تحتها بإيقاف سيلان لعاب الوحوش الأمريكية والإسرائيلية التي تتدفق تجاهنا كشلالات الأمازون، إنه وحش أمريكي مُدلل جرت تربيته وإعداده لخدمة المشروع الأمريكي المتصهين في اليمن، بدليل أنه استغل تلك الدعوات اليمنية النقية الهادفة الى حماية السلم والأمن العالميين، استغلها لإجبار اليمنيين وإخضاعهم لشروط الاستسلام التعجيزية الضامنة لعودة الهيمنة الأمريكية مجدداً على القرار السيادي اليمني، وهذا بالطبع لم يكن، ولن يكون حتى لو يلج الجمل في سم الخياط، وهل يستطيع أن ينفذ من خلال ذلك؟
حتى لا نطلق الاتهامات الجزافية عبثاً على الآخرين، وننعتهم بالمتأمركين أو المتصهينين دون أدلة دامغة تؤكد ما نقوله وندعيه، دعونا نستعرض المعلومات الهامة التي كشفها السفير الأمريكي السابق في اليمن جيرالد فايرستاين، على القناة الأمريكية الأولى (cnn)، قبل نحو 3 أشهر، وتحديداً عقب جلسة استثنائية لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث خُصصت لمناقشة الملف اليمني. فايرستاين كان طار الى الشاشة الأمريكية كالبرق الخاطف عقب ذلك الاجتماع، مبشراً الجميع بمخطط أمريكي أقرّه المجتمعون بالأغلبية الساحقة، يقضي بقطع آخر شريان رئوي يمد اليمنيين بالحياة، لكنه قال بأن ذلك الأمر ينتظر الوقت المناسب.
من الطبيعي أن يصل الأمريكيون الى تلك القناعات التدميرية التي نتشكك بحدوثها أساساً لعلمنا بمدى وهنهم وضعفهم، خصوصاً بعد أن تعرضوا لهزيمة نكراء في معركة الساحل الغربي، أجبرتهم على طرق باب المفاوضات الندية، وإن بشكل عنجهي - متحدٍّ، كما هي عادتهم المفضوحة دائماً، إنما ما ليس طبيعياً هو أن يأتي تخيير اليمنيين بين الموت أو الاستسلام من قبل المبعوث الأممي الذي طالما عول عليه اليمنيون عن جهل بحقيقته الماكرة والمخادعة، في إخراجهم ولو جزئياً الى شاطئ الأمان.. ما الذي جعله يتحول فجأة الى ناطق رسمي باسم مجلس الشيوخ الأمريكي؟!
هذه هي الحقيقة الجلية التي كنا نجهلها عن الرجل في السابق، لقد هرمنا من أجل أن تأتي لحظة كاشفة توضح للآخرين حقيقة الدور الخفي الذي تلعبه الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها ومبعوثوها في أوساطنا. إن سطحية تفكيرنا وطيبة ودماثة أخلاقنا التي لم تعرف اللؤم والمكر يوماً، جعلتنا نطلب العون ونمد يد المساعدة للأعداء أنفسهم دون أن ندرك حقيقتهم، ولقد وقعنا في الهاوية أكثر من مرة، إلا أننا لم نتعلم من أخطائنا السابقة. علينا مغادرة أفكارنا الطيبة سريعاً لنضمن الانتصار الساحق عليهم، ما لم فسنظل هكذا أغبياء حتى نُدرك قعر الهاوية.
نحترم كثيراً دعوات الإخوة الناشطين والحقوقيين والإعلاميين، التي تستهدف الضمائر الحية في العالم، ونعارض بشدة أن تكون دعواتهم الإنسانية موجهة صوب الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو أي من هيئاتها ومنظماتها، وذلك كي لا يُساء فهمها وتُحرف عن مسارها وتستثمر سياسياً على غرار ما فعله ولد الشيخ.
على أقلامنا وأناملنا أن تكتب وتخط بشكل أقوى مما هي عليه الآن، وأن تعكس موازين القوى الحقيقية على الأرض بشكل واضح وواقعي، ولا تخشى من القادم المجهول الذي إن خابت توقعاتنا وحدث بالفعل، فسيُكلف الغزاة وأربابهم أثماناً باهظة لا يتوقعونها، ولم تخطر لهم على بال.
عشية الأربعاء الماضي، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، أطراف النزاع في اليمن إلى البدء بجولة تفاوضية جديدة نهاية مايو القادم، معللاً أسباب ذلك الى (درء هجوم وشيك على ميناء الحديدة)، حد تعبيره. ومع أننا لم نقرأ حتى الآن عن أي مواقف مرحبة أو رافضة أو متحفظة من قبل الطرفين المعنيين بتلك الدعوة المخادعة، إلا أننا نتوقع أن تسارع حكومة الرياض لإعلان موافقتها غير المشروطة على ما جاء فيها، بينما ستكون هذه الموافقة مقترنة بتحفظ مشروع من قبل وفد صنعاء، وقد تُرفض من الأساس.
ولد الشيخ ليس إنساناً سوياً حتى تتم مطالبته أو مطالبة الجهة التي ينضوي بالعمل تحتها بإيقاف سيلان لعاب الوحوش الأمريكية والإسرائيلية التي تتدفق تجاهنا كشلالات الأمازون، إنه وحش أمريكي مُدلل جرت تربيته وإعداده لخدمة المشروع الأمريكي المتصهين في اليمن، بدليل أنه استغل تلك الدعوات اليمنية النقية الهادفة الى حماية السلم والأمن العالميين، استغلها لإجبار اليمنيين وإخضاعهم لشروط الاستسلام التعجيزية الضامنة لعودة الهيمنة الأمريكية مجدداً على القرار السيادي اليمني، وهذا بالطبع لم يكن، ولن يكون حتى لو يلج الجمل في سم الخياط، وهل يستطيع أن ينفذ من خلال ذلك؟
حتى لا نطلق الاتهامات الجزافية عبثاً على الآخرين، وننعتهم بالمتأمركين أو المتصهينين دون أدلة دامغة تؤكد ما نقوله وندعيه، دعونا نستعرض المعلومات الهامة التي كشفها السفير الأمريكي السابق في اليمن جيرالد فايرستاين، على القناة الأمريكية الأولى (cnn)، قبل نحو 3 أشهر، وتحديداً عقب جلسة استثنائية لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث خُصصت لمناقشة الملف اليمني. فايرستاين كان طار الى الشاشة الأمريكية كالبرق الخاطف عقب ذلك الاجتماع، مبشراً الجميع بمخطط أمريكي أقرّه المجتمعون بالأغلبية الساحقة، يقضي بقطع آخر شريان رئوي يمد اليمنيين بالحياة، لكنه قال بأن ذلك الأمر ينتظر الوقت المناسب.
من الطبيعي أن يصل الأمريكيون الى تلك القناعات التدميرية التي نتشكك بحدوثها أساساً لعلمنا بمدى وهنهم وضعفهم، خصوصاً بعد أن تعرضوا لهزيمة نكراء في معركة الساحل الغربي، أجبرتهم على طرق باب المفاوضات الندية، وإن بشكل عنجهي - متحدٍّ، كما هي عادتهم المفضوحة دائماً، إنما ما ليس طبيعياً هو أن يأتي تخيير اليمنيين بين الموت أو الاستسلام من قبل المبعوث الأممي الذي طالما عول عليه اليمنيون عن جهل بحقيقته الماكرة والمخادعة، في إخراجهم ولو جزئياً الى شاطئ الأمان.. ما الذي جعله يتحول فجأة الى ناطق رسمي باسم مجلس الشيوخ الأمريكي؟!
هذه هي الحقيقة الجلية التي كنا نجهلها عن الرجل في السابق، لقد هرمنا من أجل أن تأتي لحظة كاشفة توضح للآخرين حقيقة الدور الخفي الذي تلعبه الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها ومبعوثوها في أوساطنا. إن سطحية تفكيرنا وطيبة ودماثة أخلاقنا التي لم تعرف اللؤم والمكر يوماً، جعلتنا نطلب العون ونمد يد المساعدة للأعداء أنفسهم دون أن ندرك حقيقتهم، ولقد وقعنا في الهاوية أكثر من مرة، إلا أننا لم نتعلم من أخطائنا السابقة. علينا مغادرة أفكارنا الطيبة سريعاً لنضمن الانتصار الساحق عليهم، ما لم فسنظل هكذا أغبياء حتى نُدرك قعر الهاوية.
نحترم كثيراً دعوات الإخوة الناشطين والحقوقيين والإعلاميين، التي تستهدف الضمائر الحية في العالم، ونعارض بشدة أن تكون دعواتهم الإنسانية موجهة صوب الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو أي من هيئاتها ومنظماتها، وذلك كي لا يُساء فهمها وتُحرف عن مسارها وتستثمر سياسياً على غرار ما فعله ولد الشيخ.
على أقلامنا وأناملنا أن تكتب وتخط بشكل أقوى مما هي عليه الآن، وأن تعكس موازين القوى الحقيقية على الأرض بشكل واضح وواقعي، ولا تخشى من القادم المجهول الذي إن خابت توقعاتنا وحدث بالفعل، فسيُكلف الغزاة وأربابهم أثماناً باهظة لا يتوقعونها، ولم تخطر لهم على بال.
المصدر عبدالرحمن هاشم اللاحجي
زيارة جميع مقالات: عبدالرحمن هاشم اللاحجي