عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / #لا_ميديا - 

المميز في خطاب السيد القائد بمناسبة أسبوع الشهيد، أنه حمل 3 رسائل هي "الدافع والموقف والقضية العادلة"، شرح ووضح أفكارها بالتتالي المترابط بالتوجيه الإلهي والحق والمنطق والعقل، وبدأ هذه الرسائل جميعا بفكرة المناسبة والحديث عن أثر سيرة تضحيات الشهداء في الأمة، كأثر يحدد للناس العنوان والمضمون الذي هو الانطلاق "في سبيل الله"، والذي منه ولأجله انطلق الشهيد والمجاهد والمقاتل بقوة الإرادة والثبات والاندفاع.
الرسالة الأولى في خطاب السيد القائد حددت المعرفة بوعي عنوان ومضمون "الدافع" للانطلاق في سبيل الله، حتى يرى الناس الواقع التطبيقي للأخلاق والقيم والتضحية في الواقع العملي الذي دفع بالشهيد للتضحية بنفسه، "الدافع" الذي يجعل الحديث عن سيرة الشهداء يعطي ذلك الأثر الذي تحيا به الأمة، كون الشهداء هم تاج عزها وعنوان مجدها وحاملي رايتها، وهو "الدافع" الذي يوضح أن الحياة ميدان مسؤولية وصراع، وأن المتغيرات الكبرى لا تحدث إلا بالتضحية وتحمل المسؤولية.
الرسالة الثانية في خطاب السيد القائد وبترابط وتتالٍ قرآني وفكري وثقافي ووطني وإنساني، محددا المعرفة بقيم عنوان ومضمون "الموقف" كموقف كلي وشامل للجهاد في سبيل الله أثناء مواجهة الوجود الأمريكي والإسرائيلي، وهنا حدد السيد القائد "الموقف" من مسارات الهجمة الأمريكية بمسارين هما "مسار التبرير لما تفعله أمريكا، ومسار التثبيط والتخذيل لمواجهة أمريكا"، وما يحمله هذان المساران من إعطاء الحق لأمريكا بأن تحتل وتغزو وتدمر البلد الذي تريده، وهذا يتطلب إظهار "الموقف" إلى جانب وجود "الدافع".
الرسالة الثالثة في خطاب السيد القائد، وبعد أن حدد لنا "الدافع"، ووضح لنا "الموقف"، والفرق بين دافع وموقف الحق ودافع وموقف الباطل، ومن مبادئ المسيرة القرآنية وتوجيهات وأوامر كتاب الله، حددت الرسالة المعرفة بمشروع عنوان ومضمون "القضية العادلة"، لمقاتلة أئمة الكفر، وانطلق حديث السيد القائد حولها من جوهر انتماء الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، كمجاهدين انطلق دافعهما وموقفهما من خلال تبنيهما الدفاع عن "القضية العادلة"، وهي انتماؤهما للأمة الإسلامية كلها، هذه الرسالة تحدد وبوضوح مشروع قضية المسيرة القرآنية العادلة، ودافعها وموقفها هو ما كشف عنه السيد القائد لمواجهة المعادلات الأمريكية وكيف أن أمريكا تجاوزت كل الاعتبارات، ولم تحترم أعراف وقوانين الأرض والسماء.
وهنا أشار السيد القائد إلى أن المعادلة الأمريكية الأولى هي "محاولة ترسيخ فكرة الاستباحة للواقع الإسلامي في ذهنية الشعوب العربية والإسلامية"، وأن تفعل فيهم ما تشاء وأينما تشاء ومتى تشاء، وألا يراعوا في ذلك أي اعتبار طالما والهدف مسلم أو شعب ودولة إسلامية، وهذا ما لا يمكن أن يقبله وعي الشعوب الإسلامية ولا قيمها ولا مشاريع الأحرار، كونها معادلة لا يمكن أن يسكتوا عنها، ولا يمكن أن تكون مقبولة، وهو ما أبرزه أحرار إيران بإطلاق الصواريخ على القواعد الأمريكية، وأن هذا الرد هو معادلة الموقف الصحيح والسليم، معادلة تحرك مشروع حر وعز وإباء للدفاع عن القضية العادلة.
أما معادلة أمريكا الثانية التي وضحها السيد القائد، فهي معادلة "التجزئة للمعركة"، وأكد السيد القائد أنها من أخطر المعادلات، وهدفها حتى لا يقف الأحرار مع بعضهم البعض، وعزل معارك الأمة الواحدة. والمعادلة الصحيحة والسليمة لمواجهة المعادلة الأمريكية هي معادلة الاندفاع لاتحاد الأمة اليوم في كافة البلدان المقاومة ضد التواجد الأمريكي والإسرائيلي، وبموقف موحد تكون فيه الشعوب الإسلامية أكثر وعيا من التأثر بالدعايات الإعلامية، للدفاع عن قضيتهم العادلة الأولى، وهي قضية التحرر والاستقلال.
في الختام، ومن الوعي بهدى وبحجج آيات وأوامر وتوجيهات الله، وتمسكا بقيم كتاب الله الكريم وبمبدأ مشروع المسيرة القرآنية، وبشكل سلس ومنطقي، أعلن السيد القائد أن اليمن جزء من معركة التوحد اندفاعا وموقفا للانتصار في القضية العادلة، وأن توحيد الأمة ضد التواجد الأمريكي والإسرائيلي فريضة من الفرائض، لدفع هذا الظلم والخطر الأمريكي والإسرائيلي الذي يهددنا جميعا، مؤكدا في هذا الأمر أن المرحلة هي مرحلة فصل جديد عنوانه ومضمونه التوحد لمواجهة الخطر والشر الأمريكي والإسرائيلي، وأن اليمن مع كل الأحرار في الأمة الإسلامية في هذه المعركة، كونها أصبحت أقوى من أي وقت مضى.

أترك تعليقاً

التعليقات