فصل جديد من الوقاحة والعدوان
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

تصعيد جديد لقوى العدوان يفرد أجنحته الإعلامية والعسكرية والاقتصادية في محاولة لإيجاد ثغرة في وعي الشعب أو ضرب معنوياته التي كانت ولاتزال حجر عثرة أمام كل مخططات العدوان الإجرامية، التصعيد الأخير عبر الإعلام جاء هذه المرة بشكل أكثر خطورة، إذ استهدف النسيج الاجتماعي وحاول إيجاد فرز بين مواطن وآخر، بينما التصعيد العسكري في عودة الطلعات والقصف الجوي على أكثر من محافظة ومكان مصحوبا بإجراء اقتصادي تمثل في الإعلان عن استنفاذ "الوديعة السعودية" مما يستدعي رفع سعر الدولار وسحق الريال مجددا، بالإضافة إلى حجز السفن المحملة بالمشتقات النفطية واشتراط النفط مقابل إلغاء نصف الراتب الذي أصبح يؤرقهم ويشعرهم بأن الدولة هنا، وأنهم مجرد عصابة تسرق الموارد وتنهب الثروات في وضح النهار كما بينت الأرقام التي سُربت وتم كشفها للناشطين والصحفيين.. جميعها تعني تصعيد عدواني جديد في مسلسل العدوان المستمر لأكثر من خمس سنوات.
إن ثمة أمر مقلق على تاريخ اليمن ـ الناصع ـ لدى الأحرار مما صنعته أيادي العملاء من تلطيخ في سيرة شعب هو في صدارة الشعوب التي لاتقبل الذل والهوان ولاترضى بالأجنبي يدنس الأرض والعرض، فذلك دونه الموت، شعب به انتصر الإسلام وتوسمت البطولات وباسمهم تشرفت الفتوحات، غير أن هذا التاريخ يتعرض لمحاولة تلطيخ بعض أسطره بالحقارة والارتهان من قبل حثالة ارتضت بيع وطنها وشرفها للعدوان وبشكل قد تخجل منه الأجيال ولايمكن محوه إلا بالمقاومة وإسقاط دناءتهم، فأي عار سيلحق بأبناء العملاء وتاريخنا إن تقاعسنا ـ لاسمح الله ـ عن الدفاع عن هذا الشرف؟ هل سيقول التاريخ بأن عملاء اليمن لم يكونوا فرادى بل حكومة وأحزاب؟ هل سيقول التاريخ بأن عملاءنا يظهرون على الملأ في شاشات التلفزة ليحرضوا على قتل شعبهم واحتلال وطنهم؟ كيف يمكن أن يقرأ الأجيال بأن ثمة أناس غرروا بشباب وأطفال يمنيون للالتحاق والدفاع عن أراضي العدوان وتعرضوا للاغتصابات في واحدة من أبشع الجرائم على مر التاريخ اليمني؟ هل سمعتم أن تعرض اليمني للاغتصاب إلا في عهد حثالة من العملاء وحفنة من عباد الدولار؟
لم تقتصر الوقاحه على ذلك بل تنامت وازدهرت بفعل تنامي الارتهان والقبول بالذل لتصل لدرجة أن يطالبوا بوقف إدخال المشتقات النفطية التي تعتمد عليها المستشفيات بشكل أساسي والتهديد بقطعها إذا استمرت القوى الوطنية وحكومة الإنقاذ بصرف نصف راتب كل شهرين في واحدة من ظواهر الخسة والدناءة. يستكثرون على الشعب نصف راتب في ظل عدوان يخنق البلاد قتلا وحصارا وأمراضا تفتك وتحاصر المواطن في كل اتجاه، فأي ضمائر يحملونها هؤلاء، حتى الذين لاضمائر ولانخوة لديهم لايمكن أن يطالبوا بإيقاف نصف راتب كل شهرين، وهم أنفسهم من سرقوا رواتب الموظفين وأموالهم باستيلاءهم على الموانىء والموارد ونقلهم للبنك المركزي.
نحن ننحى منحى خطير في مستقبل العمالة وليس فقط في تفكير زمرة العدوان، فهؤلاء يؤسسون ويؤصلون لمفهوم خطير في العماله والانتقال بها من مربع السرية والخوف إلى مربع المجاهرة، ويحملوها كل أنواع الخسة والدناءة لترتقي مسألة أن تكون حيوانا أفضل وأنزه في نظر الشعوب ومدونو التاريخ من أن تكون عميلا. 
وسط هذا المسلسل المخيف من العمالة وصورها البشعة يبقى الأمل في شعب اليمن وصموده وتكاتفه هو الرهان على طمس هذا العار والحفاظ على شرف التاريخ اليمني من كل عيب.. ولا نامت أعين الجبناء..

أترك تعليقاً

التعليقات