هنيئاً لنا المولد الشريف
 

أحمد علي دبوان

أحمد علي دبوان / لا ميديا -
الحمد لك يا الله، يا مستحق الحمد على كل نعمك. والصلاة والسلام على حضرتك يا سيدي يا رسول الله، يا رسول العزة والإنسانية والإخاء والسلام، صلاةً تقينا الزيف والخوف والذلة والزلفى، وتعيننا على إدراك الطريق إلى الحق وجمع الشمل، ورفع لواء الإسلام.
أشهد أن الله الحي الحق إله واحد، وأشهد أن محمداً رسول الله وخاتم رسله وصفيه المبعوث رحمةً للبشرية، وأنه الذات المحمدية اللطيفة للأحدية، وأنه رسول الحرية.
الصلاة والسلام على حضرتك يا رسول الله، وعلى آلك وصحابتك، أفضل الصلاة وأزكى السلام.
اليوم يا سيدي يا رسول الله، يحتفل اليمنيون وجميع المسلمين في الأرض بذكرى يوم مقدمك العظيم، ويرفعون الرايات والزينات، ويرفعون صيحات الإنشاد الديني ولوحات الفنون الشعبية، ويعتلون المنابر، ويتبارون في إلقاء الخطب وأحلى منظوم الشعر والكلمات...
فقد كانت أمتك بك أنت يا سيدي ومولاي خير أمةٍ أخرجت للناس، عندما كانت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله وتقيم شعائر الله وحدوده...
ثم انتهى بها الأمر يا مولاي وسيدي كما ترى ولا حول ولا قوة إلا بالله!
أمتك يا سيدي يا رسول الله قد عمل الأعداء على تفريقها وأصبحت شيعاً وقبائل تتناحر وتتقاتل فتمزقت، بعدما كانت أمة واحدة ترفع سيف الله وتضرب ضربة رجل واحد. 
أما اليوم يا سيدي يا رسول الله فقد انشطر الرجل وأضحى إرباً. أصبح رأب الصدع وجمع الشمل مجرد أغنية تهتف: «عرباً كنا ونبقى عرباً»!
أمتك يا سيدي ومولاي تحولت إلى مريضة، منعدمة الوزن، يلفها التيه والضياع والفوضى وعدم وضوح الرؤية. تحولت إلى نفر من المضحكين والمهرجين والممثلين في مسرحية هزلية مستمرة، يكتب فصولها جماعة من كبار المؤلفين في واشنطن والكرملين، ويقوم بإخراجها لفيف من ضعفاء النفوس المأجورين، وهم مع الأسف ينتمون إلى صفوف المسلمين.
يا سيدي ومولاي، هناك من ينتمون إلى أمتك لكنهم يعادون أحبابك ويسعون في سفك الدم والدمار وإفساد الذمم وتسميم عقول البسطاء، وعقدوا مع الشيطان معاهدة استسلام وتضامن وتطبيع مع أعداء الإسلام وأمتك وأوليائك.
رغم كل ذلك، هاهم اليمنيون يبتهجون بيوم مولدك الكريم، في رسالة يوجهونها إلى العالم أجمع، بأن تلك المسرحية الهزلية السمجة تشهد فصلها الأخير، لتستعيد الأمة محبتك وموالاتك ونهجك...
فهنيئا لقائد الثورة، وللقيادة السياسية والقيادة العسكرية، والقيادة الأمنية، وهنيئا لكم يا أبناء اليمن، هذا اليوم العظيم، يوم مولد النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وفي الأخير أسأل الله أن يمن علينا بالرضى والعفو والصواب والاعتصام بحبله والعودة إلى ظله، وأن يؤلف بين قلوبنا ويعيننا على التمسك بتعاليمه، وأن يجمع شتاتنا وينصرنا بفضله على أعدائه وأعدائنا.
وصلى الله على رسولنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.

أترك تعليقاً

التعليقات