دموعُنا تُنبت حسناً ونصراً
- مراد شلي الأحد , 23 فـبـرايـر , 2025 الساعة 12:13:56 AM
- 0 تعليقات
مراد راجح شلي / لا ميديا -
الأحد يوم الوداعِ المُعلَّق بين سماءِ الحُزنِ وأرضِ الفخر.
يومُكَ يأتي، والقلوبُ تُعلِّقُ دمعَها على أغصان ذكراك.
قبل أن تشملنا سحابةُ الفراق، وقبل أن تَحملَ الأعينُ وَعْدَ اللَّحظةِ الأخيرة.
يومَ الأحد، سيُشيَّعُ جسدٌ، لكنَّ روحاً ستظلُّ تُنير دربَ القلوبِ كسراج لا تعرفُ الانطفاء.
نحملُكَ في صدرِ الزمنِ كرسالةِ دمٍ كتبتَها بيدِ الأبطال. ستسيرُ المواكبُ حافيةً على جمرِ الحنين، وتعانقُ الأرضُ شهيداً رفضَ أن ينحني إلا للوطن.
كلُّ خطوةٍ في طريقِ التشييع ستُذكِّرُنا بأنَّ الشهادةَ ليست نهايةَ المسير، بل محطةٌ تُولدُ منها أناشيد البطولات، وتتجدَّدُ فيها ملاذات العطاء.
سنهمسُ لسماءِ فبراير الباردة: اجمعي غيومَكِ ولا تمطري؛ فدموعُنا كفيلةٌ بأن تُنبتَ حسناً ونصرا!
سيبقى اسمُكَ يتردَّدُ في مسامِ الليالي، كنداءِ الحقِّ الذي لا يُسكتُهُ رصاصٌ، وكصوتِ الحنين الذي لا يخفتُ مهما اشتدَّتْ عواصفُ الغُرباء.
يومُكَ يأتي، ولن نودّعَ فيكَ إلا الجسدَ الواهن. أمَّا قضيتُك فستظلُّ تُناضلُ فينا، وتُحرِّكُ في أعماقِ الأرضِ بذورَ المقاومة، حتى تُزهِرَ حريةً لا تُسقَط أوراقُها.
يا مَنْ جعلت من دمك الزكي قِنديلاً يضيء طريق القدس. يا من رفعْتَ راية المقاومة عالياً في سماء الحقِّ. يا سند اليمن ونصره، الذي صرخ في وجه الأعراب: «إن لم يكن اليمنيون هم العرب فمن العرب؟!».
لقد صغْتَ من إبائك سيفاً يقطرُ وفاءً في معركة الكرامة، وخلَّدْتَ في سفر التاريخ عظمة حزب الله سادة المجاهدين وحصن المقاومة الحصين.
سلامٌ عليكَ يومَ تُدفنُ تحتَ ترابِ الأرضِ الطاهرة، ويومَ تُبعثُ حكايةً في ضميرِ التاريخ.
وَعَدنَا بأن نُكملَ السيرَ على دربِ الدمِ الذي اختلطَ بندى الأمل، فنحنُ جيلٌ تعلَّمَ منكَ أنَّ الشهادة في سبيلِ الله هي الانتصار الخالد.
المصدر مراد شلي
زيارة جميع مقالات: مراد شلي