رحلة صديقي المجاهد من الموت إلى الحياة
 

مراد شلي

مراد شلي / لا ميديا -

• هو صديقي ورفيقي. حدث أنه ذات يوم في الجبهة وفي اشتباك أصيب إصابة كانت مميتة. 6 طلقات "معدل شيكي" في رأسه. وعندما قام زملاؤه المجاهدين بإسعافه وشاهدوا هول ما أحدثته الطلقات في رأسه اعتبروه ميتا. ولأنهم لا يتركون رفيقا وراءهم فقد حملوه بين أيديهم، وبعد ساعات عديدة وصل للمشفى ميتا إكلينيكيا، وقال الأطباء يومها بأن نسبة عودته للحياة لا تتجاوز 1%، ولكن كانت إرادة الله أقوى، وعزيمة صديقي لا تلين.
• شاهدته يومها بكل وجع وحزن. ورغم تأكيد الأطباء انعدام نسبة بقائه حيا إلا أن رفاقه أصروا على عدم نزع الأجهزة الصناعية من عليه.
• أُسعف إلى العاصمة صنعاء وظل شهوراً دون أي تحسن يذكر، في غيبوبة كاملة. وفجأة في أحد الأيام سمعه والده ينطق بكلمة "الله".
• حدثني الأب العظيم يقول: كنت أدرس القرآن وأنتظر صلاة المغرب عندما سمعت صوت ابني ينطق بصوت واهن كلمة "الله". لم أصدق في بادئ الأمر. وبعد أن اقتربت أكثر كرر الكلمة، وعندها توجهت إلى الأطباء لأخبرهم بهذه المعجزة.
• عندها بدأت مرحلة جديدة من التحسن البطيء والعمليات العديدة المتواصلة، فجمجمته متهتكة، وبدأ الأطباء يشاهدون إشارات التحسن المذهلة: يومئ بطرف جفنيه، يفتح إحدى عينيه، يحرك إصبع يده.
• ظل الوالد ورفاقه يبلغونني بهذا التقدم المحرز، وظللنا ندعو له بالشفاء رغم كل توجسات الأطباء أنه لن يتحرك، وسيبقى مشلولا بالكامل، لن يستطيع الكلام، لن تكون له ذاكرة، ولكن عناية الله ورعايته حطمت كل قواعد الطب.
ومع الله عادت له القدرة على تحريك كلتا يديه. بدأ يتكلم بضعف، ولكنه يتحسن كثيرا. بدأت ذاكرته بالتحسن تدريجيا.
• اليوم قمت بزيارته. شاهدني وصرخ بصوت واهن وهو يرفع يديه: "مراد! يا حيا"، احتضنته وأنا أحمد الله كيف كان وكيف هو اليوم! طلب مني الاقتراب منه، حدثني بصوت واهن.. كيفك؟! كنت أذكرك دائما، وكيف طه؟ تحدثت معه وذكرني هو بآخر مرة أين "خزنا" سويا مع بعض الرفاق والشهداء سلام الله عليه وعليهم.
لم أشأ أن أتعبه. وعندما طلبت له الفاتحة بالشفاء طلب مني أن أعود بجواره. قال: يا مراد، أقرب مني، ما لك؟! سعليك!! ما فيني كورونا! أشتي أحضنك!... يا الله!
قلت له: سامحني فقط، قلت لا أريد أن أزعجك أكثر! واحتضنته وأنا أبكي بشدة.
شفاك الله وعافاك يا صديقي.

أترك تعليقاً

التعليقات