ترامب يستسلم أمام اليمن
 

مراد شلي

مراد شلي / لا ميديا -
ترامب يعلن «انتصار أمريكا» المدوي: لقد هزمنا «الحوثيين» شر هزيمة! لقد «توسلوا» وقف ضرباتنا ضدهم! العالم يقف مدهوشاً من الأمر: مناصرين، مساندين، مبغضين!
الأمر لا يصدق البتة؛ ماذا جرى؟! التحليلات لم تتوقف منذ تصريحه. ربما «الحوثيون» سيعتذرون لغزة ويعلنون أنهم ساندوها حتى آخر صاروخ؛ لقد انكشفوا تماماً أنهم أداة بيد إيران في إطار اتفاق إيراني- أمريكي؛ لقد أدركوا أخيراً أنهم سينهزمون لا محالة؛ انتهت مسرحية «إسناد غزة» وخسروا شعبيتهم...!
كلها تحليلات وتكهنات؛ وكلٌّ بحسب خلفيته وانتمائه. راجعوا تصريحاته جيداً. ثمة أمور منقوصة: «سيتوقفون عن مهاجمة السفن الأمريكية فقط». ماذا عن مهاجمة «إسرائيل» وسفنها والحصار البحري والجوي المفروض عليها؟!
لم يشر في تصريحه إلى توقفهم عن مواصلة مساندة غزة!
هل اقتربتم من حقيقة الأمر؟! أمريكا من الغرور بمكان حتى لا تعلن خسارتها. هكذا علّمنا التاريخ، من فيتنام وحتى أفغانستان. والأشنع عندما تحدق الهزيمة بأمريكا تعلن انسحابها ضاربة بالحلفاء والوكلاء والأحذية عرض الحائط!
الأمر لم يكن سهلاً على غرور ترامب؛ «سأعلن أنهم سيتوقفون ونحن سنتوقف»!
ظل الموقف اليمني واضحاً في كل مراحل وجزئيات الصراع الحالي. الانتصار لمظلومية أهلنا في غزة جزئية خاصة، والعدوان «الإسرائيلي» على بلدنا جزئية خاصة، والعدوان الأمريكي على بلدنا جزئية مختلفة أخرى. ومع كل جزئية كان الرد والتعامل والموقف اليمني واضحاً بحسب كل تطور وجزئية مختلفة. سيتوقف إسنادنا لغزة إذا توقف العدوان عليها. إذا لم يتوقف العدوان الأمريكي على بلدنا سنظل تقصف أهدافه.
هل اقتربتم أكثر وأكثر من حقيقة الأمر؟!
مع تواصل الهجمات اليمنية على الأهداف الأمريكية، وعدم نجاح الهجمات الأمريكية على اليمن، أدرك الأمريكي أنه يسير باتجاه هزيمة مروعة، فعمد للانسحاب من معركته البحرية، ووقف عدوانه على اليمن، وتواصل مع قناة خلفية لديها تواصل مع اليمن، وقدم لها العرض: سنوقف العدوان على اليمن وسننسحب من البحر الأحمر، مقابل وقف الهجمات اليمنية على أهدافنا.
هذا العرض أتى بعد رفض «إسرائيلي» لعرض أمريكي يشملهم هذا الاتفاق غير المعلن؛ ترامب خشي أن يعلن اليمنيون الأمر، فاستغل وجود رئيس الوزراء الكندي وحضور القنوات العالمية ليعلن الأمر ويخفف حدة الهزيمة المدوية!
هل تريدون إثبات أكثر وضوحاً وأعظم جلاءً عن صلابة الموقف اليمني؟! حسناً، تذكروا مقولة السيد القائد الشهيرة: «والله لأن نتحول إلى ذرات تبعثر في الهواء، لهو خير لنا من أن نسلم رقابنا لأولئك الأنذال المجرمين، فهذا هو المستحيل الذي لا ولن يكون».

أترك تعليقاً

التعليقات