الاحتفال الأخير
 

مراد شلي

مراد شلي / لا ميديا -

وأخيراً أتى اليوم الذي ستفرح فيه أسرة الطالب يحيى خمج بتخرج ابنها من كلية التربية قسم اللغة العربية، فبعد 4 سنوات من المعاناة والنزوح الذي لحق بالأسرة، من حيران إلى الهيجة توالياً هرباً من العدوان السعودي.
السبت الماضي 27 أبريل قرر الأسرة الكبيرة الصعود إلى مدينة حجة للاحتفاء بابنها المتوج خريجا.
سجلوا عندكم 14 طفلاً 7 نساء، 8 رجال، ما مجموعه 29 فرداً من أفراد الأسرة الكبيرة صعدوا جميعهم فوق سيارة هيلوكس.
احتفلوا مع ابنهم الخريج يحيى كما لم يفرحوا منذ سنوات.
شاهدهم الجميع في الصالة الرياضية بكل استغراب للعدد الكبير من الأطفال والأسرة الكبيرة التي أتت لتشارك ابنها حفل تخرجه. 
شاهده الجميع وهو يلتقط الصور مع أبيه الفخور، وأمه التي ظلت تبكي طيلة الحفل فرحاً بتخرج ابنها البار.
تأثر الجميع وهم يشاهدون يحيى وهو يقبل قدمي أمه وأبيه. كان للحفل قصص إنسانية، لكن الجميع كان متأثرا من مشاهد احتفاء أسرة الطالب يحيى خمج والذين لم يكونوا يعلمون أنه الاحتفال الأخير.. اللقاء الأخير.. الوداع الأخير.
غادرت الأسرة الكبيرة مودعة يحيى، الذي سيلحقهم في اليوم التالي لإنهاء انهاء ترتيبات السكن وغيره. انطلقت قافلة الأسرة نزولاً من عقبة الأمان وتحت المحطة، وفي لحظة ما تعطلت فرامل السيارة لتهوي من رأس الجبل إلى الوادي (الصورة هي للسيارة).
توفي في الحال 11 ضحية، فيما 7 مصابين تم نقلهم إلى صنعاء بسبب إصاباتهم الخطيرة، و11 يتلقون العلاج بالمستشفى الجمهوري بمدينة حجة.
الرحمة لكل من توفي من أسرتك يا يحيى، ونسأل الله أن يشفي الجرحى.
تعازينا لك يا يحيى.. وعزاؤك أن آخر لحظات أسرتك كانت فرحاً بك.. و»إنا لله وإنا إليه راجعون». 

أترك تعليقاً

التعليقات