نكتب التاريخ بطريقتنا
 

مصطفى عامر

مصطفى عامر / لا ميديا -
‏ قواتنا المسلحة تطلق صاروخاً جديداً على مطار اللد. يتم إجلاء هرتسوغ إلى مكانٍ آمن، ويتم إجبار ملايين الصهاينة على الهروب إلى الملاجئ، عشرات الآلاف منهم ينبطحون على أرضية الملعب مجبرين، فيما ينبطح زعماء العرب لبنيامين نتنياهو.
أن تقف معنا أم علينا فهذا شأنك، على أن اليمن يخوض قتالاً نبيلاً، إلى جوار إخوانه، ويجبر العدو على الفرار، وعلى الانبطاح، وعلى إغلاق مطار اللد، ويفرض حصاراً جوياً على الكيان القذر، كما فرض قبلها حصاراً بحريّاً عليه.
أن تقف معنا أم علينا فهذا شأنك، على أن اليمن فرض كلمته رغم أنف أمريكا. جاء ترامب إلى هنا نصف مجنون؛ لكننا أعدنا إلى المجنون عقله، وأفهمناه أن الأبواب تختلف، والمقامات تختلف، وأنه «لا يجهلنّ أحدٌ علينا»، فعاد لمراودة أبقاره الحلوب، وهذا أمرٌ بالتأكيد آخر!
أن تنكر ما نفعل، تسميها «مقذوفات»، تقول إن ما نقوم به مسرحيات، تبكي وتضحك لا حزناً ولا فرحاً، فهذا أيضاً شأنك، على أن اليمن يقوم بما لا يستطيع غيره أن يقوم به، وبمنأى عن مبرراته ومخاوفه وأطماعه، وعبر الطوفان، فلم يقم أحدٌ من أمة المليارين، باستثناء المحور، بما يفرضه عليه واجب المرحلة.
تعيد كتابة سردياتك ألف مرة، فهذا بالتأكيد وأيضاً شأنك، وتبتكر كلّ يومٍ سبباً لمعاداة صنعاء فإنها يداك أوكتا، على أن القصة واضحة للغاية، وبسيطٌ تفسير الأسباب الكامنة وراء انحيازك علينا، أي: لسنا إزاء شرح النظرية النسبية الخاصة، مثلاً!
لكنها حربٌ بين طرفين، واستعداؤك لأحد أطرافها محض انحيازٍ للآخر. وهذا يعني بالضبط، وبكل دقة، أنك وفقاً للتوصيف القرآني خارج دائرة الإيمان، في هذه المواجهة، وبمنأى عن قائمة مبرراتك فإنك «منهم»!
ولهذا فيزعجك الصاروخ الذي نطلقه من هنا، ويستفزّك البيان الصادر من ناطقنا العميد، تماماً كما يفعل مع نتنياهو، وسموتريتش، وبن غفير، وكل المنبطحين أشباهك، وكل الفارين من «مقذوفاتنا» إلى الملاجئ!
وعندما انتهى الأمر بإحراق «رأس تنورة»، كنتم تتحدثون بالطريقة ذاتها، فيما كنا نكتب التاريخ بطريقتنا نحن، بالطبع!

أترك تعليقاً

التعليقات