‏حول مسألة نزع السلاح
 

صريح صالح القاز

د. صريح صالح القاز / لا ميديا -
دون شك أن الكيان «الإسرائيلي» يمتلك اليوم ترسانة عسكرية هي الأضخم في «الشرق الأوسط»، تشمل: رؤوساً نووية ومنصات إطلاق برية وبحرية وجوية، وصواريخ باليستية عابرة للقارات (أريحا 3)، وصواريخ مجنحة نووية (بوباي توربو)، وطائرات (F-35I) المعدلة خصيصاً له، ومنظومات دفاع جوي متطورة (القبة الحديدية، مقلاع داوود، «آرو 2»، «آرو 3»)، إضافة إلى أسلحة سيبرانية هجومية (Stuxnet، بيغاسوس)، وغواصات «دولفين» القادرة على إطلاق صواريخ نووية، وذخائر ذكية (SPICE، صواريخ Spike، قنابل خارقة للتحصينات)...
إنه تسلّح بلا حدود، وكأنما جاءه تفويض سماوي يجيز له حقَّ امتلاك كل ما تشتهيه آلة الحرب؛ فيما يُحرَّم على الدول العربية -تحت منطق الغطرسة وقانون القوة- حتى مجرد التفكير في امتلاك ما هو أضعف من ذلك بكثير؛ بل إنهم يريدون نزع بندقية الكلاشنكوف من أيدي العرب، وكأن المطلوب أن يقف العربي أعزل أمام مدفع الاحتلال وصاروخه النووي.
وليس هذا المنع والطرح مقابل التزام الكيان بالسلم، أو لأن سجله خالٍ من الجرائم، أو لأنه لا يقتل في اليوم الواحد قرابة المئة أو أكثر من الأبرياء، أو لأنه بدأ ينزع سلاحه، أو لأنه ذو طبيعة مسالمة تشبه سويسرا... بل العكس تماماً: يُكافَأ الكيان على جرائمه بمزيد من السلاح، ويُسمح له بمواصلة عربدته وانتهاكاته، بل وتوسيع مشاريعه الاستيطانية لتحقيق حلم «إسرائيل الكبرى»، لا داخل فلسطين فحسب، بل على امتداد المنطقة العربية من النيل إلى الفرات.
هذه هي المعادلة الظالمة التي فُرضت على العرب ويراد لها أن تُنفَّذ وتستمر: الكيان المحتل مدجج بكل أدوات الفتك، والدول الضحية تُحرَم حتى من أبسط وسائل الدفاع.
وللأسف، هناك أصوات عربية تتماهى مع إملاءات الكيان وشروطه. أما آن لهؤلاء أن يتوقفوا لحظة، ويفكروا بعقلانية ومنطق؟!

أترك تعليقاً

التعليقات