تهديدات مرتزقة الإمارات
 

محمد الجوهري

محمد الجوهري / لا ميديا -
ما تمر به مدينة الفاشر السودانية من إجرام ممنهج هو نتيجة الخيانة الإماراتية للأمة والقدس، وكله في سبيل معاقبة الشعوب الحرة، وخلق مآسٍ إنسانية توازي تلك التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، وحتى في سورية ولبنان. مثل مجازر الفاشر وانتهاكاتها حدث من قبل في الساحل الغربي على يد مرتزقة الإمارات المحليين وغير المحليين؛ وهو المصير المحتوم لكل منطقة يمنية تسقط بقبضتهم، خاصةً وأن نصرة فلسطين موقف يمني بامتياز، فكل اليمنيين أنصار لغزة وأهل غزة، وكلهم أعداء للكيان وعملائه، لذا لا فرق هنا بين يمني وآخر في الموقف، وكذلك فإن العقوبة تنتظر الجميع فيما لو تمكن الخونة من بعضهم.
ولعل الخطر الأبرز يحوم حول الساحل والمناطق الوسطى؛ فالساحل لقمع الشعب من جهةٍ، وتأمين الملاحة الصهيونية من جهةٍ أخرى. والمناطق الوسطى مواقفها من العدو واضحة؛ إلا أن الحلقة الأضعف تكمن في مدينة تعز المكشوفة للأعداء ومخططاتهم الإجرامية، حيث لا رهان على حماية الجماعات المسلحة الموالية لحزب الإصلاح في المدينة، فهي شريكة للعدوان في قمع الأهالي، وجريمة افتئات لا تزال حاضرة في أذهان المواطنين، وما سبقها من جرائم كان أدهى وأمر.
إضافةً إلى ذلك، ففي تعز تتقاطع مصالح المجرمين بكل أشكالهم؛ فهي المدينة التي يسهل غزوها والتنكيل بأهلها على طريقة الفاشر، كما أنها احتضنت الشرارة الأولى لثورة 11 فبراير 2011، والتي أطاحت بآل عفاش، وبالتالي فإن الانتقام منها لا يزال هاجس العفافيش منذ زمن، وقواتهم في التربة تشهد على خبث ذلك المخطط وحقده الدفين.
إضافة إلى ذلك، فإن نظام عفاش العائلي السابق وورثته اليوم يعلمون أن المناطق الوسطى تشكل نواة الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب. ولذلك لا غرابة أنه فخّخها بكل أشكال الخلافات المذهبية والمناطقية، لضمان عودة التشطير. وقد تحدث الأبله الزبيدي مراراً عن نوايا التشطير وما يخص تعز وما حولها من مناطق.
ولا ننسى أن دور الإمارات في اليمن وغير اليمن يقوم على قمع الشعوب بمرتزقة محليين؛ وقد وجدت في اليمن «أرخص مرتزقة في العالم» بحسب الإعلام الغربي، وهؤلاء على استعداد للقتل والذبح بالهوية في الشمال. والحديث هنا عن مرتزقة عيدروس الزُبيدي، فهم أداة مطواعة للصهاينة ومعادية للشعب اليمني، وقد رأينا أفعالهم بأبناء المحافظات الشمالية في الجنوب؛ فكيف لو تسنح لهم الفرصة أن يتحركوا بالمنهجية نفسها في الشمال، وكيف سيكون حجم الإبادة والانتهاكات هناك؟! ولا سبيل لتفادي إجرام المتطرفين المناطقيين، فمرضهم يقوم على أساس قتل كل شمالي ولو لم يكن له ناقة ولا جمل في الصراع.
كما أن تجربة سنوات العدوان الثماني أثبتت أن الإمارات عدو للجميع، وأن اليمني الذي لا يسقط بقصفها الجوي يسقط على يد تشكيلاتها المسلحة، كما في الجنوب والمخا وغيرهما، فالاعتماد الإماراتي على العصابات الإجرامية -كمرتزقة الزبيدي وآل عفاش- لا يهدف إلى بناء استقرار أو تشكيل دولة، بل إلى صناعة واقع جديد يقوم على القهر والتبعية وتقويض الانسجام الوطني. فهذه الجماعات تُربى على خطاب تعبوي قائم على الكراهية المناطقية وإلغاء الآخر، ما يجعلها قابلة للاستخدام كأداة مباشرة في أي مشروع يستهدف وحدة اليمن ومواقفه الصلبة تجاه القضية الفلسطينية. ومن هنا، يصبح خطرها مضاعفاً؛ فهي لا تكتفي بأداء أدوار قمعية، بل تعمل أيضاً على تحطيم الروابط الاجتماعية التي يقوم عليها كيان اليمن الواحد.

أترك تعليقاً

التعليقات