قطر جزء من المؤامرة
- محمد الجوهري الأربعاء , 25 يـونـيـو , 2025 الساعة 1:05:38 AM
- 0 تعليقات
محمد الجوهري / لا ميديا -
لا خلاف على عمالة النظامين، السعودي والإماراتي، للصهيونية العالمية، فالأمر هنا واضح وضوح الشمس، والأمة كلها تلوم الحكومتين على ذلك وتشهد بسوء وقبح ما يقترفه بنو سعود وعيال نهيان من عداء علني للمسلمين من جهة، ومجاهرة بالولاء لليهود والنصارى من جهة أخرى، وهذه المجاهرة لها كلفتها الأخلاقية والسياسية، وتداعيات كبيرة على الشأن الداخلي في البلدين.
لكن الأمر يختلف كثيراً عندما يتعلق الأمر بالنظام القطري؛ لا لأنه أقل عمالةً من خصميه في الرياض وأبوظبي، بل لأنه يعرف كيف يقدم نفسه للجماهير العربية والإسلامية، مستغلاً الإعلام الحديث بكل أشكاله، حيث ينفق الاستثمارات الهائلة لتبييض سمعته عبر القنوات الفضائية التابعة له في العلن، أو الموازية لها في مناطق مختلفة من العالم، إضافة إلى تمويل المئات من وسائل الإعلام السيبرانية وآلاف النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وكل أولئك يُسبّحون بحمد قطر في السراء، ويتجاهلون خطاياها في الضراء، لاسيما عند الحديث عن القضية الفلسطينية وخيانة الأنظمة الخليجية لها، بحيث يبقى التركيز مسلطاً على السعودية والإمارات وحسب.
ونرى في اليمن كيف أنشأت قطر عشرات القنوات الموالية لها في تركيا بميزانيات مهولة، كما نرى آلاف الصحفيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يحجون إلى قطر بين الفينة والأخرى، ويرجعون منها برؤى جديدة تواكب المسار السياسي في قطر، مثلما حدث في منتصف العام 2017، فقد غيّر كل أولئك موقفهم من الرياض وأبوظبي وبدؤوا يكيلون الشتائم والتهم لابن سلمان وابن زايد، وفتحوا الكثير من الملفات الدموية للنظامين، خاصة ما يتعلق بالعدوان على اليمن، وعندئذٍ فقط علمنا أن الاغتيالات والتفجيرات المفخخة في عدن وغيرها من المحافظات المحتلة كانت من تدبير الطرفين السعودي والإماراتي.
واليوم، نشاهد قطر تشارك في العدوان الصهيو-أمريكي على إيران، سواءً بالحرب الإعلامية أو بالمشاركة في العدوان المباشر على إيران من القاعدة الأمريكية في العيديد، وهو ما مهدت له القنوات القطرية، وأولها «الجزيرة»، من قبل أيام من الضربة الأمريكية الأخيرة مساء السبت.
ومن يتابع «الجزيرة» وحديثها المطول عن نقل الجيش الأمريكي مقاتلات وقاذفات إلى قاعدته في غوام بالمحيط الهادئ، يعلم أن الأمر للفت الأنظار عن حقيقة معينة، ولإثبات أن الضربة المقبلة ستكون من أراضٍ تبعد عشرات الآلاف من الكيلومترات عن إيران، وليس من قطر، وهو ما يتعارض مع العقل والمنطق/ ولا يثبت إلا حقيقة واحدة وهي: «كاد المريب أن يقول خذوني».
ولا ننسى أن اغتيال الشهيد قاسم سليماني تم بطائرات أقلعت من قطر، وسبق ذلك حملة تشهير وشيطنة دامت سنوات عبر قناة «الجزيرة» وأخواتها، وخاصة عبر الصهيوني فيصل القاسم، الذي ما انفك يسيء للشهيد بدوافع طائفية مقيتة تخص أهل السُّنّة، ليتضح في الأخير أنه درزي ولا علاقة له بتلك الطائفة، ولكن طبيعة العمل الموكل إليه تستدعي ذلك الدور.
خلاصة القول إن إيران متضررة من الدور القطري السلبي في المنطقة. وهذا الضرر تجاوز التشنيع الإعلامي إلى الخطر الجوي المباشر، وهي (إيران) معنية بالرد دفاعاً عن شعبها وأمنها وردع العدوان الأمريكي القادم عبر الأراضي القطرية، وهذا حق كفلته كل الشرائع والمواثيق، وكان الأجدر بقطر أن تنأى بنفسها عن الصراع، حفاظاً على مصالحها، واحتراماً لجارتها، التي ناصرتها يوم تعرضت للغدر والخيانة من قبل شركائها في التطبيع والخيانة.
المصدر محمد الجوهري
زيارة جميع مقالات: محمد الجوهري