الحكومة العربية التي لم تُصنع في واشنطن
 

علي القرشي

علي القرشي / لا ميديا -
ليست دعاية ولا شعارات، بل حقيقة يعرفها القاصي والداني، أن حكومة "التغيير والبناء" في الجمهورية اليمنية هي الحكومة العربية الوحيدة التي لم تتدخل أمريكا ولا "إسرائيل" في تشكيلها، ولا في رسم أولوياتها ولا حتى في تسمية وزرائها؛ حكومة خرجت من رحم الشعب ومن خندق المقاومة، لا من مكاتب السفارات الغربية.
قارنوا الواقع: في العواصم العربية الأخرى رؤساء الوزراء لا يجرؤون على ذكر اسم "إسرائيل" إلا مقروناً بكلمة "سلام". أما هنا فكان رئيس الوزراء يتحدّى الكيان علناً، ويؤكد أن اليمن لن يتخلى عن نصرة غزة.
في الجيوش العربية، وزراء الدفاع يوجّهون أسلحتهم إلى صدور شعوبهم؛ أما وزير الدفاع في حكومة "التغيير والبناء" فكان أوّل من أعلن أن بندقيته نحو فلسطين والعدو الصهيوني.
في وزارات الأوقاف العربية، المنابر تُفرغ من مضمونها وتُحوَّل إلى أبواق للأنظمة، بينما وزير الأوقاف في صنعاء دعا علناً إلى نصرة غزة والدعاء للمجاهدين.
في الإعلام العربي، الشاشات مشغولة بمسلسلات تركية وإعلانات تجارية، بينما وزير الإعلام في هذه الحكومة جعل كل وسيلة إعلامية سلاحاً في مواجهة "إسرائيل" وداعماً للمقاومة.
في التعليم العربي، المناهج تُفرغ من أي مضمون عن فلسطين وتُستبدل به عبارات عن "التعايش" و"السلام"، بينما وزير التربية والتعليم في حكومة "التغيير والبناء" دعا الجامعات والمدارس إلى الفعاليات والوقفات التضامنية مع غزة.
الفرق واضح بين أعضاء حكومة استشهدوا على طريق الدفاع عن المقدسات، وأعضاء حكومات أخرى ماتوا وهم يتزاحمون على أبواب البيت الأبيض.
هذه ليست مبالغة، بل هي الحقيقة التي سيسجلها التاريخ. حكومة "التغيير والبناء" هي أول حكومة عربية يرتقي من أعضائها شهداء في معركة الدفاع عن الأمة، بينما غيرهم ارتقوا في سباق التطبيع والانبطاح.
التاريخ سيكتب: في الجمهورية اليمنية، ومن رحم ثورة 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وُجدت أول حكومة عربية تموت واقفةً دفاعاً عن المقدسات، بينما غيرها مات واقفاً على أبواب البيت الأبيض.

أترك تعليقاً

التعليقات