د. أحمد عبدالله الصعدي

د. أحمد عبدالله الصعدي / لا ميديا -

ذكر عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالله هاشم السياني، الذي شارك ضمن وفد المكتب في اللقاء بوفد مجموعة الأزمات الدولية، أن رئيس المجموعة طرح بعض الأفكار منها أن أنصار الله يمتلكون أوراق قوة كثيرة، بينما الأطراف والقوى الأخرى لا تملك أوراقاً قوية، ولذلك فهي تخشى الدخول في الحل السياسي!
لا نعرف ما كان رد الجانب اليمني على هذا الادعاء الخبيث، ولكننا نستطيع تصور أن أي تلميح من أي طرف أو شخص إلى الاستعداد لمناقشة هذه المشكلة التي يعاني منها تحالف العدوان من رباعيته (أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات) إلى أصغر مرتزق من أتباع "شرعية" العدوان، سيكشف عن عدة مطالب تُعيد للعدوان الثقة بنفسه بدءاً من تسليمهِ مدينة الحديدة وموانئها والتخلص من كابوس الصواريخ الباليستية والطيران المسيَّر، ومن ثم يمكن البدء بمفاوضات الاستسلام!
يرتدي المبعوثون الدوليون والأمميون ثياب الحياد، ويكثرون من الحديث عن إخلاصهم للسلام، وعن حبهم للشعب اليمني، وقد يضيفون مساحيق كلامية ذات شحنة عاطفية يظهرون من خلالها دهشتهم مما يشاهدونه في اليمن من الموروث الثقافي الأصيل، ولا بد أن يضيفوا إلى ذلك وقوعهم في حب صنعاء القديمة.
إن هؤلاء الزوار يهتمون بنجاحهم المهني وبفرص جديدة تُدرُّ عليهم رفاهيةً ومالاً ونفوذاً، ومن أجل ذلك فهم مستعدون لإعطاء ضمائرهم إجازة دائمة ولتجاهل المذابح المروعة التي يرتكبها العدوان وكل جرائمه بما فيها الحصار وتدمير أبسط مقومات الحياة.
في الواقع أن أفضل وأمضى ورقة ملكها تحالف العدوان وأضاعها هي ورقة عدم شن العدوان من الأساس. ولكن كما أضاع هذه الورقة وغامر واعتدى، أضاع فرصة الأربعين يوماً التي اكتفى فيها اليمنيون بتلقي الضربات وعدم الرد، ولكنه استمر ليبدأ الرد اليمني الذي عرَّاه وكشف بعض عيوبه. وكانت بيد العدوان ورقة أخرى بعد إدخاله إلى عدن. أما اليوم فبعد كل ما جرى، سواء لمعسكر العدوان أو في معسكر اليمن المقاوم، وبعد أن صارت اليد اليمنية تطال كل مكان في مملكة الشر وإمارات التآمر، فإن أفضل نصيحة مخلصة يمكن أن يقدمها كل حريص على الرياض وأبوظبي والواقفين من ورائهما، هي أن يقول لهم: توقفوا الآن وفوراً، فإن الرياح تجري بما لا تشتهيه سفنكم! أما زعم رئيس مجموعة الأزمات الدولية عن خشية قوى العدوان من السلام لعدم وجود أوراق قوية بيدها هي سبب تفضيلها استمرار الحرب فهو شرُّ بلية، ولكنها بلية لا تُضحك إلَّا البلهاء فاقدي أي إحساس إنساني، وأكلة لحوم اليمنيين.
لو أن الزوار المحترمين الذين يترددون على صنعاء المحاصرة يقرؤون البردوني، وهو أفضل من وصف اليمني من غير أن يغفل عيوبه، ولم يستقوا معلوماتهم من كتلة اللحم المرمية في أحد فنادق الرياض، ومن قفازات العدوان ومن بائعي كلام الازدراء الذاتي من اليمنيين على شاشات التلفزة، لعرفوا أن اليمني الصامد المدافع عن أرضه، وغير المبالي كثيراً بمظاهر رواد الصالونات، هو كما أحسن وصفه شاعرنا العظيم:
"يمنيٌّ أميٌّ، لكن حَدسي أقرأ من يوناني
لا أعتبر المرسومَ، أرى ما خلف الحبر السلطاني".
وليس لأي كلام منمق مهما تعددت ألوانه كتعدد ألوان ذيل الطاووس أن يخدعه.

أترك تعليقاً

التعليقات