ردمان المشجع البرازيلي
 

عمر القاضي

شجعت المغرب العربي، لا تأهل المغرب ولا فرح المشجع أحمد العربي. عرق القومية قرح عندي، وقرحت المغرب وتونس ومصر جو من البطولة. آخر مرة أقع قومي. شكلي بارجع أشجع فريق مغرب عنس حقنا واتخارج. أنا من مشجعي فريق هولندا غير المشارك بالبطولة الجارية حالياً. لا أدري ما المغري من تشجيع فريق منحوس دوماً كهولندا.
تشجيعي لهولندا أولاً هروب من المكارحة. ثانياً رحمة وشفقة لأنها لا تحظى بمشجعين كثر في اليمن. المهم من يوم شجعتها ولا طلعت لها طالعة. أنا مشجع رياضي بسيط. لا أحب المكارحة المقيتة التي توصل بعض المشجعين المتعصبين حق هذه الأيام إلى أن يتخابطوا بالمقيل وينعثوك ضرب بالطفايات وقوارير الماء وأنت تفارع بينهم خط وسط. مشجعين يشعرونك بأن ميسي وكريستيانو من الحتارش وأبناء خالتهم لزم. أنا ضد المكارحة المقيتة. أين المشجعين القدامى. أذكر ردمان الرجل الستيني أقدم مشجع برازيلي في قريتنا. كان بعدما يفوز فريق البرازيل الذي يشجعه يهرول يجري بفرحة عارمة إلى السائلة، من أجل أن يبلغ خصمه المشجع عبد الباري المهتم بالأرض نهاراً وفي السياسة ليلاً، وبالرياضة فقط في كأس العالم. ردمان يشجع البرازيل، وعبد الباري يشجع الكاميرون عناداً لردمان. المهم عبده يشاهد ردمان يهرول فيستقبله. خير يا ردمان من فاز؟ ردمان لا يرد عليه بتعالي وروفلة لا تشبه بأي حال من الأحوال الروفلات التي يبديها بعض مشجعي هذه الأيام.
ردمان يصل يجلس. ثم يسأل عبد الباري: يا عبده البرازيل تقول تتبع إيش من منطقة؟
عبد الباري يفهم من سؤال ردمان مباشرة أن البرازيل فازت، فيرد عليه: البرازيل فازت يا ردمان؟ ردمان: أمانة أول تقول لي إيش من منطقة تتبع البرازيل، عبد الباري يرد عليه: على ما أعتقد أنها تتبع منطقة السلفادور.
ردمان: أمانة السلبادور هذه تستاهل.. ردمان يعرف جيداً أنه لو أبلغ عبده بفوز فريقه البرازيل فإنه سيرد عليه بالقول: قد كلمتك، البرازيليين نزغات بيلطشوا الكأس. لذلك يتعمد ردمان إبلاغه بطريقة جغرافية ذكية. وقبل أن يغادر السائلة هروباً من تنظير عبده، يودعه بمقولته المعروفة: يا عبده نحن العرِّيبة حق خبر وهدرة ولا ننفع ببصلة.
وبالعودة إلى المشجع المتقفز، أنا شخصياً في البطولة الحالية التي تقام في روسيا، كلما تخرج دولة أشجع بدلها دولة أخرى. شجعت كوريا الشمالية علشان إنها ضد الرأسمالية. وبالأخير طلعت أنها ليست مشاركة بالبطولة، وإنما أختها الجنوبية الرأسمالية المشاركة في البطولة والخارجة منها. كل الفرق التي شجعتها تأهلت إلى (الأوت) لوسط المشجعين. هذا مصير أي مشجع يتسلل بعاطفته لمناصرة الفرق المشاركة بالصدفة، عاطفة مدمرة تجعلك تشجع فريق (بنما) فقط لأنه مشارك جديد في البطولة. طيب على كيف بتتأهل بنما الكسيحة، ببَركة المشجعين العاطفيين جداً.
بنما خرجت، ذهبت أشجع الأرجنتين لأنها بلاد جيفارا ومارادونا وميسي. لا ميسي هدَّف، ولا جيفارا دخل بوليفيا. كل الفرق التي شجعتها فحطت. ومعها تفحط القيلة وتوقعاتي المجحفة. وفي نهاية البطولة الكأس ستمضي طريقها المعتادة. وأنت اضرب رأسك بالجدار. ولا جديد غير المكارحة والزعل والحزن على فرق تخسر بالدقائق الأخيرة. وحولك مجازر يرتكبها التحالف يومياً ضد المدنيين والأبرياء اليمنيين. وبعض المشجعين حقنا بيمكنوها حياد وحماس وتبريرات حقيرة. ولا يعيروها أي اهتمام ولا أية دمعة حزن.

موقع لاء الأخباري / عمر القاضي

أترك تعليقاً

التعليقات