مـقـالات - رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا - بات جنوب اليمن المحتل وجهة لنشاط إقليمي ودولي متباين الأجندات، لكن ليس إلى حد اصطدامها، فبقاء هذه الجغرافيا حتى اللحظة جزءاً من الجمهورية اليمنية في حسبان القوانين والمسميات الرسمية الدولية والأممية، مع تعدد اليافطات المحلية المتناوشة عليها داخل وخارج إطار التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، شرَّع باباً مواتياً بمرور الوقت لولوج مزيد من اللاعبين الإقليميين والدوليين إلى ظل وواجهة مشهد الصراع.. "تركيا ولجت من ظل الدعوى الإنسانية ولإيران حضور بكيفية ما سابق ولاحق للعدوان". الأسبوعين الفائتين شهدت عدن المحتلة زيارتين فارقتين؛ إحداهما لسفير روسيا الاتحادية في اليمن -الذي غادر صنعاء مع "بدء العدوان في مارس 2015 ولم يعد إليها"- والأخرى لرئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي...

صلاح الدكاك / لا ميديا- بعد 4 أعوام يجد سيد الثورة أن من المهم بسط وإجلاء باطل العدوان على شعبنا وصوابية مواجهتنا له، برغم سفور وجلاء البراهين لعموم سكان المعمورة ساعة فساعة ويوماً فيوماً وعاماً فعاماً منذ ليلة الـ26 من مارس 2015 إلى عشية العام الخامس من عدوان التحالف الكوني وصمود شعبنا الفذ في وجهه.. هذا البسط والإجلاء لما بات جلياً، ليس إلّا تثبيتاً للأسوياء دينياً واجتماعياً ووطنياً وإنسانياً على طريق الصمود والمواجهة من جهة، وإقامة حجة وتذكيراً من جهة مقابلة للخونة والعملاء والمرتزقة والمثبطين والقاعدين عن المسؤولية بباطل ما هم سائرون عليه تمادياً في الشذوذ على كل منطق وعُرف ودين وفطرة إنسانية. يبني السيد القائد عبدالملك الحوثي مقاربته بصيغة تشاركية مع ذوي الألباب من المتلقين، فيعتمد أسلوب بسط المعطيات والمجريات وطرح التساؤلات ثم استخلاص المواقف السليمة خطوة بخطوة...

في 2003 طوى سمير اليوسفي، رئيس تحرير "الثقافية" الصادرة عن مؤسسة الجمهورية، كل سنوات عملي في الصحيفة بكل حقوقها، ولفظها في الهباء بعبارة واحدة خرجت من بين أسنانه الكازة مثل علكة فقدت حلاوتها، قائلاً: "ما اشتيش هذولة عندي"؛ يقصدني أنا وفكري قاسم.. قبل تلك اللحظة الكثيفة كمغزى ودلالة، كنت ما زلت أتصورني مواطناً يمنياً يطالب بحقوق مشروعة تنقصه كمحرر صحفي ظل يعمل بـ"السُّخرة" لأربعة أعوام سمان كنتاجات صحفية وعجاف كمردود مادي في صحيفة ومؤسسة تغدق العطايا على نتاجات هزلية فارغة، وتجزل العطاء على ندماء وخليلات رئيس التحرير، بينما تضن وتمسك عندما يتعلق الأمر بـ"ثيران السُّخرة" وحقهم في بعض محصول حقل يفلحونه بلا كلل طوال العام.. قبل تلك اللحظة الملهاة المكتنزة بغطرسة ربوبية متكئة على تراتبية إذعان سلطوية تبدأ صعوداً من أصغر حاجب في منظومة الإدارة الحكومية إلى أكبر هامور في طبقة السيطرة الحاكمة بالإنابة عن تراتبية الإذعان الإقليمي والدولي...

صلاح الدكاك / لا ميديا عولت مطابخ العدو على تحقيق أحد أمرين من فتنة العبيسة:عسكري يقتطع العدو من خلاله مساحة جيو استراتيجية تضع صعدة في الخناق وتسيج حدود المملكة الجنوبية المستهدفة بعمليات توغل وسيطرة تضع الرياض ومستقبلها الجيوسياسي تحت رحمة الجيش واللجان والمفاوض الوطني اليمني وقد أخفقت هذه الغاية إخفاقاً جلياً يتمظهر في عجز عملاء التحالف في اقتطاع نقاط جغرافية حاكمة لجهة بناء جبهة بأنساق متصلة بظهير آمن من جهة المملكة وبالنتيجة عجزهم عن تأمين سيطرة داخلية على الجغرافيا بين حجة التهامية وعمران و وقوع مركز الفتنة في خناق الجيش واللجان عوضاً عن أن يحصل النقيض فيقع أبطالنا في خناق العملاء ويفقدوا خطوط وأنساق الإمدادات صوب ميدي وحرض وبالأعم صوب جيزان.....نجاح القيادة في تقويض الغاية العسكرية لهذه الفتنة يرجع لجدارتها في نزع فتائل ذرائعها الاجتماعية القبلية وعدم الانجرار إلى فخ صدام قبلي توخى العدو استدراجها إليه بما يجعلها في مواجهة مع بنية اجتماعية واسعة في حجة توفر للعملاء غطاء الشرعية والدعوى.....أمكن للقيادة أن تحصر الفتنة في بؤرة ضيقة اجتماعياً وجغرافياً (خميس العبيسة) وبالتوازي تسديد ضربات عسكرية مفصلية للقطاعات والمجاميع التي حاولت قطع شرايين الإمدادات الرئيسة للجبهة وتأمين نقاط ساندة لزحوفات العدو صوب مثلث عاهم........

صلاح الدكاك / لا ميديا لم تدخل الثورة في دور تسليم واستلام يؤول بموجبه الإرث المخملي الذي رفلت فيه سلطة الوصاية ورموزها وهواميرها وقططها السمان، إلى الشعب المالك الحقيقي لأصول هذا الإرث ومحدثاته المقتطعة من لحمه وعموده الفقري وكده وكدحه وآلامه وقهره على مدى نصف قرن من الإقطاع الحكومي وإدارة البلد بالإنابة عن مصالح قوى الهيمنة والاستلاب العالمي. لم تنتزع الثورة ملاعق الذهب من أشداق المتخمين بغير وجه حق، لتعيد تدشينها بالحق أفراناً للمشردين والمفقرين ودراويش أرصفة الوحشة والصقيع والمحرومين والمساكين ومن تقطعت بهم سبل الحياة وأسبابها.. لم تصادر الثورة صروح الخدر المشغولة بالماس واللازورد والكريستال وقصور القوارين ومقاصير شهريارات الترف المكتنزة بالدمقس والديباج ونؤومات الضحى.. لتعيد تدويرها تروساً ومكائن ومصانع وتوربيدات تضخ الضوء في أزقة العتمة والأمل في محاوي اليأس وبيوت الصفيح، وتنسج الدفء على أجساد أطفال العراء من "الحوك" إلى "منبه"، وتنفسح حقول عمل للغالبية العاطلة عن الأمل.....