صوت فلسطين.. وداعاً
 

يسرية الشرقي

يسرية الشرقي / لا ميديا -
ومازال صوته يتردد على مسامعي وهو يصيح «إنها ميتة»، بهذه الكلمات تلقى العالم العربي خبر اغتيال الصحفية وصوت القضية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، خبر أشعل قلوبنا جميعاً بنار لم تهدأ ولم تستكن، خبر أوجع قلوب الملايين.
لماذا تقتل وهي لم تقترف أي ذنب سوى أنها كانت صوت البسطاء والقضية الفلسطينيـة.
قتلتها تلك الرصاصة الصهيونية الحاقدة على كل صوت للحقيقة، قتلها ذلك القناص المحتل الذي تجرد من كل المشاعر الإنسانية والقيم والأخلاق.. هو ذاته الذي قتل الطفل محمد الدرة، وهو أيضاً من قتل المسعفة الفلسطينية رزان النجار أثناء إسعافها للجرحى ومئات الآلاف ماتوا بدم بارد على أيدي من يدعون زوراً وبهتاناً أنهم أصحاب الحق وأنهم موجودون ليعيدوا أمجادهم التي سلبت منهم.
اغتالوك شيرين لكي يخرسوا أي صوت للحقيقة، لكنهم لم يعلموا أو يتعلموا أن فلسطين كلما استشهد أحدهم ولدت ترابهم الآلاف من أصحاب القضية شبابا وشابات لم يكلوا يوماً عن مقاومة الظلم والدفاع عن قضية الوطن العربي وقضية كل شخص بداخله إنسان يحمل قلباً نقياً صادقاً.
لا أجد أن الكلمات قد تليق بمسيرتها المهنية وعلى مدى ما يقارب العشرين عاماً كانت مثالاً للعديد من الصحفيين ومثلاً يحتذى به في عالم الصحافة، ولقد كانت صادقة مع نفسها حين سئلت: ألا تخافين من الموت؟! لكنها كانت إنسانة ككل البشر وأخبرت الصحفي بأنها تخاف ولكن إيمانها بالقضية أكبر من مخاوفها، وكانت تحب أن تبقى قريبة من الناس كما صرحت كثيراً، وها هي اليوم تنال شرف الموت شهيدة على يد عدو نزع من قلبه كل معاني الرحمة والإنسانية واستباح الأرض والعرض، وها هو اليوم ينتهك مجدداً منبر الحرية الإعلامية باغتياله صوت فلسطين الإعلامية شيرين أبو عاقلة.
لم أستطع إلا أن أكتب ما أسعفني به قلمي المرتجف من هول ما سمعت وفي ذهني ألف سؤال لعل أبرزها: هل سيحرك العالم ساكناً أمام كل هذا الظلم والاعتداءات المتواصلة على شعب حرم أبسط حقوقه وحرم معنى الحياة أو الأمل؟!

أترك تعليقاً

التعليقات