سيدات المجتمع.. إلى أين؟!
 

يسرية الشرقي

يسرية الشرقي / لا ميديا -
اللافت للنظر الرجوع لعادات المجتمع التي كادت أن تندثر منذ عشرات السنين لاعتبارات غير معروفة وربما مليئة بالسطحية أصبحت تقيم مكانتك بين المجتمع وقدرتك على الدخول بين أوساط المجتمع والشعور بالانتماء لهم.
خلال إجازة العيد تأملت مجالس النساء التي أصبحت بشكل يومي وتكاد لا تخلو من مظاهر القات والشيشة وبشكل مبالغ فيه، ليس هذا فحسب، بل قد تعاب الشابة أو السيدة التي لا تمارس هذه العادة وتتهم بأنها رجعية لا تواكب التطور، على الرغم من أننا لو عدنا بالتاريخ لسنوات مضت سنجد أن الفتاة كان تعاتب وتلام إذا ما جلست في أوساط السيدات اللواتي يجلسن في هذه المجالس، ويشار إليها بأنها متهورة ولا تكترث لصحتها ولا حتى لدراستها أو حتى لبيتها وأطفالها المهمة الأولى والأسمى للأم.
أما اليوم فقد انقلبت الموازين وعميت البصائر، وأصبحت الأم كالأب تماماً مولعة بأمور بعيدة كل البعد عن بيتها وأسرتها وضعفت العلاقة بين الأم وأطفالها بسبب انشغالها الدائم في مجالس القات والشيشة أو حتى (المداعة)، فتجد طفلا قد لا يتجاوز السادسة من العمر خارج البيت يلعب على الرصيف معرضاً لكل أشكال الخطر المحدق به إما للتحرش أو لحوادث السير التي كثرت في أيامنا هذه.
والأدهى والأمر أن يضيع ذلك الطفل فتجد صورته منتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عنه، أين كنتم عندما خرج ذلك الطفل من البيت؟ لن أرمي باللوم الكامل على الأم، فالأب أيضاً هو جزء من هذه العائلة ويجب أن يكون هو الدرع الأول لهم، ولكنني هنا أخص الأم بحديثي لأنها الأكثر حناناً وعطفاً، وهي اللبنة الأولى والأهم في المنزل، وهي من كانت سابقا تصنع الحلوى لتجلس مع أطفالها بعد إتمام المذاكرة فتحكي لهم الحكايات القديمة عن أجدادنا وأسلافنا، وتسرد لهم ذكريات الشباب والطفولة والأيام الجميلة المملوءة بعبق الحب والكثير من المشاعر التي نفتقدها في هذا الزمان.
أشعر أن أطفالنا سيكبرون بلا ذكريات، فماذا عساهم سيتذكرون من أم مولعة بالكيف وأب ما بين العمل والجلسات مع أصدقائه.. ربما أن لهم أسبابهم التي دفعتهم لذلك، ولكنني أشعر فعلاً بالأسى لحال الجيل القادم الذي ربما لن يمتلك ذكريات تحكى أو مشاعر دافئة يحملونها معهم للأجيال القادمة.

أترك تعليقاً

التعليقات