عذرا أكتوبر!
 

يسرية الشرقي

يسرية الشرقي / لا ميديا -

عذراً أكتوبر المجيد، شهر الحرية والكرامة، لأننا احتفلنا بك ونحن تحت أشكال ومسميات متعددة من الاحتلال، وتحت صور كثيرة من أشكال انتهاك الكرامة.. عذرا أكتوبر لأننا احتفلنا بانتصاراتك وسكاكين الأعداء مغروسة في أراضينا وفي قلب كل مواطن حر يرى الحق ولا يحرك ساكناً، ولكن قلبه يقطر دما، فسكوته ليس ضعفا، ولكنه يبحث عن السبيل إلى الخلاص من أعدائه الذين تكالبوا عليه فعاثوا في بلادنا فسادا.
عذرا أكتوبر الحق أننا خلطنا الحق بالباطل وصارت حقوقنا بأيدي أعدائنا.. جنوبنا يشكو مرارة الاحتلال وأبناؤه كل في وادٍ يهيمون.. غرتهم الآمال الواهمة وأعمى بصائرهم قبل أبصارهم المال المدنس والسلطة.
تعجبت من أناس يحتفلون بأمجاد أكتوبر وهم تحت رحمة أعدائهم ويقاسون أنواع الذل والهوان، وكيف لهم أن يحتفلوا وشوارع عدن تئن من مرارة احتلال وصراعات أذاقتهم الويلات، ففي كل يوم لا تخلو شوارعها من اقتتالات واغتيالات وتفجيرات لسيارات مفخخة تودي بحياة أبنائها، فكيف لمدعي الحرية أن يرفعوا أصواتهم بأعياد أكتوبر المجيد؟!
سقطرى أصبحت تحت الاحتلال الإماراتي، وكل شبر فيها يصرخ أنا يمني بهوية عربية أصيلة، واليوم يمحى فيها كل أثر لتاريخ وهوية اليمنيين، ناهيك عما يتعرض له أبناؤها من انتهاكات متواصلة، وبعد كل هذا تجد واحداً ممن ينتمون لـ»شرعية الفنادق» يخرج كالأبله يهنئ الشعب بعيد أكتوبر، بينما هو يقف في صف المحتل الذي دنس أرض بلاده وداس على كل قيم الشرف والأمانة والوطنية.
نقول لكل هؤلاء (المحتل وأدواته): إن التاريخ لا ينسى، والمظلوم لن يغفر، ومادمنا أحياء سنعيد أمجاد اليمن، وحين يأذن الله بالنصر سنرمي بكل خائن خارج أسوار وطننا الحبيب، وإلى ذلك اليوم أكرر اعتذاري منك أكتوبر المجيد، وأودعك هذا العام بقلب يملؤه الحزن والأسى، لكنه مفعم بالأمل والحب الكبير لوطن سيعيد له المجد أبناؤه يوما.

أترك تعليقاً

التعليقات