عقيق
 

مهدي علواني المشولي

في مرحلة تاريخية غادرة، وبمخطط غربي خبيث، كان يدرك أصحابه ثروة الأرض وقداستها، تم تنصيب البدوي بن سعود ملكاً على أغنى وأقدس أرض عربية.. ثم تناسلت تجربة تنصيبه مع بقية أشباهه من رعاة الشاة والبعير في معظم أجزاء جزيرة العرب..
حينها كانت دوائر الغرب تدرك الضعف العربي وأطماع هذا البدوي وجهله.. لكنها كانت تدرك جيداً قيمة الكنز الكامن تحت مؤخرته، ومدى حاجتها لحجم الثروة المختفية تحت أضلاف شياهه في تلك الصحارى العربية القاحلة.
لذلك سعت للاستحواذ عليها، وكانت أطماع هذا البدوي مفتاح الوصول إليها، فأسندت المهمة سياسياً إلى (العراب اللورانسي) اللئيم، لتنفيذ مخططها بإغراء البدوي بالثروة والملك، ومساعدته في ذلك، وترويض أطماعه وحمايته في آن واحد..
ومثلما كانت دوائر الغرب تدرك ثروة الأرض، كانت أيضاً تدرك مدى قداستها الدينية بالنسبة للعرب والمسلمين، فسعت لمساندة دعائم ملكه بمعتقد وفكر (وهابي) ضحل، كانت الأوساط الاستخباراتية هي حاضنة صاحبه ومنشأ أفكاره لإضفاء شرعية سلطته السياسية بسلطة دينية. 
لم يتردد الملك البدوي في قبول مخططها، إلا أنه أمام اقتراح عراب ملكه الذي سعود كل قبائل عرب الجزيرة، واختزل هويتهم باسمه (المملكة العربية السعودية)، أبدى تخوفه من رفض قبائل عرب الجزيرة لهذه التسمية. ومع ذلك دارى خوفه لإصرار لورانس العرب عليها، وتطميناته له بأن العرب أضعف من أن تعترض على هكذا تسمية، فرضخ له ولأطماعه ولمخطط غربي مازال عرب الجزيرة بل وكل العرب يدفعون ثمنه غالياً حتى هذه اللحظة.
بعدها جرى المال في أيدي العائلة، واستنزفت ثروة العرب في غير مجاريها، وظن أولاد سعود أنهم به يستطيعون سعودة كل العرب، بل ساد فيهم اعتقاد خاطئ بأن كل شعوب الجزيرة وسكان المناطق التي وقعت في ظروف ومراحل تاريخية تحت تمدد هيمنتهم ونير سلطتهم العائلية من شرق نجد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، عبيد لهم وأرقاء تحت جلباب سلطتهم الدينية.. أو رعية تحت سيف ملكهم في أحسن الأحوال.  
إلا أن غرورهم كان دائماً يصطدم جنوباً، حيث اليمن الطبيعية وتاريخها، فبرغم سعودتهم لخمس مناطق منها في ظروف ضعف سلطة يمنية وليدة مادياً وسياسياً، إلا أنها بقيت هي الخنجر المسقى بالسم القاتل في ملك خاصرتهم الجنوبية. ولن يستطيع بنو سعود بغرورهم وأموال البترودولار، وبمخططات دوائرهم، تغيير التاريخ أو محو الجغرافيا.

mash3667@gmail.com

أترك تعليقاً

التعليقات