عقيق
 

مهدي علواني المشولي

يقول مثل روسي: (أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي..).
وأنصار الله والمؤتمر وحلفاؤهم من الأحزاب الوطنية، تأخروا كثيراً في تشكيل الحامل السياسي لإدارة الوطن، استكمالاً للثوابت الوطنية لثورة 21 أيلول وثورتي سبتمبر وأكتوبر.. إلا أن اتفاقهم على تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلد، الخميس الماضي، جاء في لحظة سياسية فاصلة يتطلبها الوطن. 
قبل العدوان كان قد تم الإعلان الدستوري لإدارة المرحلة الثورية الانتقالية، إلا أن إعلان العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، ودخول البلاد في مرحلة جديدة لمواجهته ومجابهة صلفه، أدى إلى تأجيل ما يمكن تأجيله، وإدارة المرحلة وفق الظروف الاستثنائية الممكنة، وهذا لا يعني أنه تراجع للقوى الثورية عن مسارها الثوري وعما في الإعلان الدستوري، كما يؤوله بعض المفسبكين، ولا في إطار تعليلات الانهزاميين في الداخل والخارج، وأمانيهم بأن العدوان قد نجح في إعاقة هذه القوى عن المضي في مسيرتها الثورية والوطنية، كما هو دأب محللي قنوات العدوان ومرتزقة الفنادق وحال المنكسرين، ولكنه تأجيل جاء ضمن ثوابت وطنية وقيم ثورية، كبادرة وحسن نية لإتاحة الفرصة للتواصل مع القوى السياسية الأخرى، على أمل الوصول معها إلى نقطة التقاء وطنية تجمعها بخط المسار الثوري، حتى في فترة ما قبل بدء العدوان، واستمرت القوى الثورية متمسكة بالثوابت الوطنية وبقيم هذا الالتزام الثوري بعد العدوان، في مفاوضات جنيف 1/2 ومشاورات الكويت الأولى والثانية، وفي كل اللقاءات والحوارات الإقليمية والأممية، في وقت كان الوطن يدمر من أقصاه إلى أدناه، والشعب يحاصر ويباد ويذبح أطفاله من الوريد على مذابح العمالة والحقد والاسترزاق.
إلاّ أن (عمر ذيل الكلب ما ينعدل)..! 
لقد ظلت يد الثورة ممدودة حتى لتلك الأيادي الملوثة على أمل غسلها من أدرانها، فكيف هو الحال مع أيادٍ ناهضت العدوان وقاومته، فالمجلس ليس انقلاباً على اللجنة الثورية، ولا ارتداداً عن المسار الثوري، ولا خذلاناً للثورة كما يتقول البعض، وإنما هو امتداد لكل ذلك، ويأتي اتزاناً واتساقاً مع مسارها الطبيعي وفق ما تتطلبه المرحلة الثورية والظروف الاستثنائية واللحظة الوطنية التي يمر فيها الوطن، والموقف الذي ينتظر من شرفائه.. والموقف الوطني للمؤتمر وزعيمه من العدوان لا يقل عن أية ثورة.

أترك تعليقاً

التعليقات