عقيق
 

مهدي علواني المشولي

من ضَيّ من فاضت أرواحهم في فضاء سمواتك يا وطن الصمود والإيمان، تستمد حروف كتاباتنا بهاءها وروح انتصاراتها..!
ومن رفيف أرواحهم على امتداد جبهات البطولة وأمكنة الشهادة والفداء، عالية تخفق رايتك يا وطن الأمجاد، وتسمو بك نفحاتها..!
بدمائنا الزكية وطهر أرواحنا ننتصر.. حقاً علينا كلما ألمت بك المحن وتكالب عليك الأعداء وحاصروك بحقدهم الأبدي عليك وغيظهم منك يا مهد الحضارة والعروبة والعزة والشموخ.
على شاهدة كل قبر في ثراك نحفر آيات الخلود وميلاد شهادة، ونزخرف حروف انتصاراتك باحمرار سائل أوردتك يا وطن، وننثر أكاليل مشاقر فخرك ونفحات رياحين محبتك على روح كل شهيد.
الراحلون الآن من أحبتنا برصاصة من خان وباع ترابك وناسك يا وطن، وبصواريخ طائرات الموت والإبادة، نشيعهم بدموع الأسى والحزن لفراقهم، وفي دواخلنا تغتلي لعنات الحقد وبراكين الغضب على كل من فرط في العرض والدم والأرض، وأباح أن ينتهك نهر الطفولة، وتظمأ على الضفاف حدائق ومزاهر الأمهات، لكنه أوان الواقفين بأقدامهم على ترابك يا وطن.. الصامدين بعنفوانك، القابضين على الزناد، وفي حدقات أعينهم تتجلى محبتك وتتقد بشرارات الغيظ على عدو بغيض أعماه حقده، ونسي أن الفطيم منا إن مسه الشر ونال منه الضر، يمضغ صفر الذوائب.. وإذا ما شبت الحرب في جوفه تغتلي نيران جهنم في وجه كل عادٍ ومغتصب..!
في أتون كل حروبه المقدسة صمد في ساحات الوطن وامتداد جبهاته، مدافعاً عن حياضه، عن ترابه المقدس، عن أحلامه وطفولته، عن كل ما يفخر به وينتمي إليه، وطمع الغزاة فيه، وأراد الآخرون سلبه منه أو تشويهه وطمسه إن لم يستطيعوا فعل ذلك.. في أتون كل هذه المحاولات وكل هذه الحروب، كان المقاتل اليمني كعادته في كل مرة من بين الرماد يصعد كطائر العنقاء يفرد جناحيه محلقا في الأعالي فخوراً بانتصاراته، وساخراً من انكسار أحفاد الرماد وهم يذوقون مر هزائمهم ودبق مرارات حروبهم الخاسرة معه!

mash3667@gmail.com

أترك تعليقاً

التعليقات