عقيق
 

مهدي علواني المشولي

«كل خمرٍ علينا محرم ، غير خمر العقيق اليمناني»
هي هويتنا اليمانية .. 
فسيفساء التلاقي والتلاقح.. امتزاج أزمنة التاريخ.. وتشعب جغرافية المكان.. تعدد الألوان.. وتنوع الأجناس وتجانسها..!
هوية تعتق فيها هوانا.. وتخمر في قوالبها رحيق المحبة..
انصهار معادن سلالتنا في أقنية مسارات التآخي.. وتفردس جواهر مذاهبنا ولآلئنا النفيسة في بوتقة الإيمان ونبل التسامح..!
لقد ساءهم أن يكون لنا كل تلك الأكاليل وكل هذا الجمال..! 
احمرار عقيقنا اليماني باحمرار الشفق..!
خضر الروابي واخضرار الفرح  في عيون المدائن، حين تغني شرفاتها تواشيح ألوان السكينة في ليالي الغسق..!
ساءهم أن يكون لنا أولياء المحبة وقداسة التاريخ الزاهي بزهو قباب مسميات هويتنا اليمانية على امتداد العصور وجغرافية الأمكنة العابقة بنورانية الصالحين والمريدين، وعرق الإنسان البسيط حين عمَّرها وأتقن صنعتها وأودعها أسرار فنونه وإنسانية إبداعاته وطُهر محبته وروح فكره الصادق..!
لقد سطوا على كل شيء خاص بنا.. ودمروا كل شيء يعود إلينا وحاولوا طمس كل ما يشي بهويتنا أو يدل علينا..
لقد ساءهم أن كل هذا الجمال يشرق بهويتنا وهوانا وتنضح به سُمر جباهنا.. فأساءوا إليه بقبحهم ونتانة حقدهم..!
لكنها هي هويتنا التي ستظل أغانينا تشدو بها.
وهي معالمنا المكتسية والمتشحة بأحلامنا وقداسة روح تاريخنا وحميمية نفحاته البهية..!
هي كل هذا الامتداد الوجداني والاتساع الإنساني لبساطة الروح اليمانية وأصالة معدنه البشري المتجذر في أعماق هذه الأرض وراسياتها المعانقة سفوح السماء وآفاق غيماتها..!
هي أول وآخر ما منحته لنا السماء ووهبها لنا خالق الأنوار وفالق إصباحها..!
وهي مبتدانا في دروب العزة ورفض الضيم ونبذه وبها نشقى ولا نخجل، ودونها نموت ولا نقبل الهزيمة أو الانكسار.
mash3667@gmail.com*

أترك تعليقاً

التعليقات