عقيق
 

مهدي علواني المشولي

قرن على اتفاقية سايكس بيكو (مايو 1916م ـ مايو 2016م)، وربع قرن وعام على اتفاقية الوحدة اليمنية (مايو 1990م ـ مايو 2016م).
100 عام من العزلة العربية والشتات العروبي، و26 جرحاً ومليون أنة من عمر الوحدة المغدورة من قبل كل النخب والأطراف السياسية ودول البترودولار ومواخير السفاح الغربي/العربي من مسوخ العرب والجزيرة والخليج..!
ماذا جنيتم يا عرب؟
خلال قرن شرذمتكم وتقاسمتكم دوائر الاستعمار، وتكالبت عليكم قواه كما تتكالب الأكلة على قصعتها، لا لضعف فيكم، ولكن لضعف ولاتكم وحكامكم المأسورين بعروشهم الخاوية وبكراسي الولاية الأبدية المحكومة بتهديدات العراب الغربي.
قرن من ذكرى التقاسم، شهدنا خلال سنواته ثورات موءودة وأحلام أمة مكلومة محاصرة بجوعها وشظف عيشها، وثرواتها تنهب على مرمى حجر منها.
فشلت ثوراتها، وفشل يمينها ويسارها، وفشل ثوارها وقياداتها الوطنية الليبرالية والبراجماتية والرأسمالية والاشتراكية.. كلٌّ فشل في الانتصار لهذه الأمة، لأنهم ببساطة لم يكونوا كذلك، ولم يكن همهم هم أمة.
وربع قرن و12 شهراً من ذكرى الوحدة الحلم، لكل بسطاء اليمن، زادتهم سنواتها بؤساً على بؤس، وفقراً على فقر، وبدلت حبهم حقداً وضغائن، وازدادت جغرافية الوطن خلالها بعداً وتشرذماً.. وزادته الحروب شتاتاً وقتلاً وتدميراً ونفياً وتهجيراً.. ضاقت مساحات الألفة والمحبة والتعايش، واتسعت مجاري الخلاف لمقت وعفن الجهوية والمناطقية والمذهبية والأصولية الدينية، ونمت في دِمَنها رخويات التآمر والعمالة والارتزاق وطفيليات الأذى الوهابي وكائنات القتل والذبح ولحى الاغتيالات والأحزمة الناسفة.
في ذكرى مئوية التقسيم والتشرذم العربي، وذكرى التوحد لشطري مهد العروبة.. ماذا جنيتم علينا يا حكام العرب الأحياء منكم والسابقون واللاحقون منكم الى الجحيم..؟
ماذا جنيتم بنا كوطن وأمة؟
بعد قرن من التقسيم.. بعد ربع قرن من الوحدة.. مازال للشيطان فيكم ألف قرن.. ومازلتم قروناً لكل الشياطين..!

أترك تعليقاً

التعليقات