أمين الشريف

أمين الشريف / لا ميديا -
يعاني الكيان الصهيوني أسوأ أزمة له منذ نشأة هذا الكيان؛ إذ تستمر المظاهرات الغاضبة من قبل المستوطنين (الغاصبين) على حكومة نتنياهو منذ أسابيع، تنديداً بالقوانين الجديدة الخاصة بالقضاء، وقد أغلق المحتجون خلال الأيام الماضية الطريق إلى «مطار بن غريون»، لمنع رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو من السفر إلى إيطاليا، في أحدث تطور في الأزمة، وتصاعدت حدة المواجهات بين شرطة كيان العدو والمستوطنين (الغاصبين) المتظاهرين في الآونة الأخيرة منذرة بتصاعد مخيف في الأزمة.
الأزمة الحالية تعتبر الأسوأ في تاريخ الكيان، وتنذر بالانقسام؛ إذ يعاني نتنياهو من تصاعد السخط عليه في الشارع الصهيوني، في ظل تمسكه بقراراته بشأن القضاء، والتي يعتبرها المحتجون إسقاطا لاستقلالية القضاء؛ إذ ينص القانون الجديد على حق السلطة التنفيذية في تعيين قادة في السلطة القضائية، وهو ما ينذر بتشظي الكيان وانقسامه، وربما تتطور الأمور إلى مواجهات مسلحة بين المتظاهرين والشرطة.
المحللون السياسيون «الإسرائيليين» يرون أن هذه الأزمة هي الأكبر في تاريخ الكيان، ويتوقعون أن تؤدي إلى انقسام فعلي داخل الكيان، فيما يروج البعض لضرورة تقسيم «إسرائيل» إلى ولايات على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، فيما ذهب البعض إلى أن هذه الأزمة ستؤدي في النهاية إلى الانقسام الحتمي، فيما تحدث آخرون عن النتائج العكسية للأزمة وأنها ستؤدي إلى هروب المستثمرين من «إسرائيل» وهذا سينعكس سلبا على الاقتصاد «الإسرائيلي»، وهو ما حدث فعلا، حيث أفادت تقارير بأن عددا من المستثمرين قاموا بتحويل أموالهم إلى أوروبا، في تطور جديد ينذر بانهيار الكيان اقتصاديا.
ليست الأزمة هذه هي الهاجس الوحيد للكيان، بل هناك هاجس آخر يتمثل في تصاعد المقاومة الفلسطينية في الداخل «الإسرائيلي» في الآونة الأخيرة، حيث لا يكاد يمر يوم إلا وهناك عملية فلسطينية ضد المستوطنين (الغاصبين) والشرطة «الإسرائيلية»، وهو ما يؤكد فشل حكومة نتنياهو، التي تسعى لتشريع مستوطنات (مغتصبات) جديدة في الضفة الغربية. الأمر ذاته انعكس على المستوطنين (الغاصبين) الذين أصابهم الذعر والخوف من تصاعد أعمال المقاومة الفلسطينية، فهم لا يشعرون بالأمان مطلقاً، بل يعيشون في خوف ورعب متواصل. ومن هنا أتى العديد من الدعوات في الداخل الصهيوني تنادي بالعودة إلى الدول التي جاؤوا منها؛ كونه لا يوجد أمن ولا إمكانية للاستقرار في الداخل الصهيوني، وهذا شكل آخر من مؤشرات تفكك كيان الاحتلال وانتهائه.
وجود محور المقاومة وسعيه الدؤوب إلى إزالة «إسرائيل» من الخريطة عامل آخر من مؤشرات نهاية كيان الاحتلال، حيث إن الهاجس الأمني للكيان الصهيوني يتمثل في وجود مقاومة تسعى لإزالته وتحرير المقدسات من رجسه. ومع تنامي قوة محور المقاومة أصبح الهاجس أكبر، وانتهاء هذا الكيان أصبح مجرد مسألة وقت لا أكثر، وبالتالي تتضاعف المخاطر «الإسرائيلية» وتتنامى الدعوات للعودة إلى حيث كانوا، وتتزايد فرص انتهاء الكيان واضمحلاله، ويذهب الكثير من المحللين «الإسرائيليين» إلى أن مؤشرات نهاية كيان الاحتلال قد بدأت.
إن كيان الاحتلال إلى زوال، وهذا أمر محتوم ووعد إلهي لنا بالنصر على اليهود، وتطهير المقدسات من رجسه. كما أن مؤشرات ذلك قد بدأت، فالانقسام «الإسرائيلي» والأزمة الحالية في الداخل الصهيوني ما هي إلا بداية انتهاء كيان الاحتلال. وتتضمن مؤشرات انتهاء كيان الاحتلال الغضب الفلسطيني، الذي يتزايد يوماً بعد يوم، والذي يتمثل في تصاعد هجمات المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنين (الغاصبين) والشرطة «الإسرائيلية»، والعمليات الفدائية التي يقوم بها الأحرار في الداخل الفلسطيني، والتي لا يكاد يمر يوم إلا ويحدث جديد في هذا الشأن.
ومن المؤشرات تصاعد قوة محور المقاومة في اليمن وإيران والعراق وسورية ولبنان وفلسطين، والتهديد الذي يمثله محور المقاومة لكيان العدو، حيث إنه، وفي حالة نشوب حرب مع محور المقاومة، فإن مصير كيان الاحتلال إلى زوال.
كل هذه المؤشرات تنبئ بقرب نهاية كيان الاحتلال «الإسرائيلي»، واقتراب الفرج للأمة لمحو هذا السرطان من جسد الأمة. وإن غداً لناظره قريب.

أترك تعليقاً

التعليقات