النهوض بالتعليم مسؤولية مشتركة
 

أمين الشريف

أمين الشريف / لا ميديا -
 مع بدء العام الدراسي الجديد، تعاني مناطق جغرافيا السيادة الوطنية من ضعف العملية التعليمية، لأسباب عدة، أهمها انقطاع مرتبات المعلمين بسبب العدوان والحصار المستمر لأكثر من ثمانية أعوام، حيث يعاني المعلمون من انقطاع مرتباتهم، وهذا ما يجعلهم يبحثون عن مصادر دخل أخرى غير التعليم، فالبعض منهم يعمل في وظائف أخرى.
ونسمع الكثير من القصص عن تحول المعلمين إلى أعمال أخرى، بل وصل الحال بالبعض أن يتحول إلى «مقوّت» من أجل تأمين لقمة العيش لأفراد أسرته، والبعض منهم تحول إلى معلم في مدرسة خاصة مع وجود فرصة عمل في المدارس الأهلية، والبعض منهم هاجر إلى المناطق المحتلة بغية الحصول على راتبه، كما حدث في المديريات المحررة في مأرب... والكثير الكثير من القصص التي نسمعها يومياً عن تحول المعلمين إلى أعمال أخرى غير التعليم من أجل توفير لقمة العيش لأفراد أسرته.
بيد أن البعض من الأحرار مازال يقوم بعمله في المدارس التي هو موظف فيها رغم انقطاع المرتبات، والبعض دمج بين ممارسة عمله كمعلم في مدرسة حكومية وبين وظيفة أخرى يحصل منها على قوت يومه ويوفر منها لقمة العيش لأفراد أسرته.
ومن الأسباب التي أدت إلى ضعف العملية التعليمية انتشار المدارس الأهلية بشكل كبير. هذه الأخيرة وجدت فرصة كبيرة في عدم توفر مرتبات للمعلمين، وازدحام الطلاب في المدارس الحكومية، وبالتالي ضعف العملية التعليمية فيها، فانتشرت المدارس الأهلية بشكل كبير وبمستوى تعليمي ضعيف.
العديد من معلمي المدارس الأهلية هم من خريجي الثانوية وغير مؤهلين، والسبب أنهم يقبلون بأقل المرتبات، إذ إن معظم المدارس الأهلية لا تعطي أكثر من خمسين ألف ريال كراتب للمعلم، بينما خريجو الجامعات لا يقبلون بهكذا مرتب، عكس خريجي الثانوية.
المدارس الأهلية ومع اهتمامها الشكلي بالطلاب إلا أن المستوى العلمي فيها أضعف بكثير من نظيرتها الحكومية أيام ما كانت فيها مرتبات. كما أن تكاليف الدراسة فيها مرتفعة ولا يستطيع الكثيرون مجاراتها، بعد أن تحولت إلى مؤسسات للإثراء وليس للتعليم.
التعليم يعد اللبنة الأساسية لبناء ونهوض أي مجتمع. ولذلك فإن أهميته تفرض على الجميع تحمل المسؤولية في النهوض بهذا القطاع الهام، وفي مقدمة مسؤولية الدولة توفير الحد الأدنى من مرتبات المعلمين أو على الأقل صرف نصف راتب بانتظام. وأعتقد أنها قادرة على ذلك إذا وُجدت نية صادقة وتحرك جاد في هذا الاتجاه.
كما أن على المعلمين مسؤولية كبيرة أن يتقوا الله في الأجيال، وأن يعودوا إلى مدارسهم وأن يؤدوا دورهم الديني والوطني في تعليم الطلاب، كونهم في جبهة لا تقل عن الجبهة العسكرية.
أما التجار فإن عليهم واجب التبرع للمعلمين بما يقدرون عليه.
الآباء أيضاً عليهم مسؤولية كبيرة، عبر المساهمة المجتمعية للمدارس الحكومية لمساعدتها على توفير الحد الأدنى من مرتبات لمعلميها، وكذلك الدفع بأبنائهم نحو التعليم من أجل إيجاد جيل متسلح بالعلم والمعرفة...
الجميع عليه مسؤولية يجب أن يقوم بها.

أترك تعليقاً

التعليقات