المراوغة السعودية يجب أن تتوقف
 

أمين الشريف

أمين الشريف / لا ميديا -
أكثر من عام مضى على أول هدنة بين اليمن والسعودية، والتي استمرت شهرين، ثم بدأت تهدئة مازالت مستمرة حتى اليوم؛ بيد أنه لم يتحقق أي تقدم في المفاوضات والملفات السياسية والعسكرية والإنسانية والاقتصادية. أكثر من عام والسعودية تماطل في التوصل إلى حلول تحدث انفراجة للملف الإنساني. أكثر من عام والسعودية تماطل في التوصل إلى حلول بشأن الملف السياسي والعسكري، ولا يبدو أنها جادة في إيقاف عدوانها على اليمن ورفع حصارها، فما الذي تريده السعودية؟!
بحسب التسريبات فإن الجانب الوطني في المفاوضات يطرح حل الملف الإنساني أولاً قبل الدخول في أي تسوية سياسية. ويتمثل الشق الإنساني في دفع المرتبات لجميع الموظفين، ورفع الحصار الكامل عن الموانئ والمطارات اليمنية، وإطلاق سراح الأسرى في صفقة تشمل تبادل الكل مع الكل، ثم الدخول في الشق السياسي والعسكري الذي يبدو أنه يتضمن انسحاب قوات الغزو والاحتلال من جميع الأراضي اليمنية أولا، ثم الدخول في عملية سياسية وتفاوض بين الأطراف اليمنية لتحديد شكل المرحلة القادمة والدخول في مرحلة انتقالية.
هذا الطرح يبدو أنه الأقرب للواقع؛ إذ إن الجانب الإنساني هو الأهم لدى الجميع، فالشعب اليمني يعاني كثيراً من انقطاع المرتبات والحصار البحري والجوي. وقبل الدخول في مفاوضات السلام التي قد تستمر لسنوات يجب أن يتم حل الشق الإنساني أولاً. كما أن ذلك حق من حقوق الشعب اليمني الإنسانية.
في المقابل ترى السعودية -بحسب التسريبات- أن يتم الدخول في حل سياسي ومفاوضات بالتزامن مع صرف المرتبات ورفع الحصار، وتأجيل قضية سحب القوات الأجنبية المتواجدة في المناطق المحتلة لحين تشكيل حكومة انتقالية. كما تراوغ السعودية حول قضية إعادة الإعمار والتعويضات. هذا بحسب التسريبات؛ لكن هدف السعودية أكثر من ذلك بوجهة نظري، فالسعودية تعلم أنه بوجود الحكومة الوطنية في صنعاء فهذا يعني رفع الوصاية السعودية عن اليمن، والسعودية تحاول أن تحصل على مكاسب سياسية تمكنها من الهيمنة على اليمن وإن بشكل أخف مما مضى.
السعودية كانت في الماضي هي التي تدير المشهد السياسي في اليمن، حيث لا يصدر قرار سياسي يمني سيادي إلا بعد موافقة السعودية، كما أن تعيين قيادات الدولة في الماضي من منصب وزير فما فوق يجب أن يمر على السفارة السعودية قبل التعيين، والتدخل السعودي في اليمن في الماضي كان بصور متعددة وأشكال مختلفة، خلاصتها أن اليمن كان يقبع تحت الوصاية السعودية؛ وبالتالي فإن السعودية لا يمكنها خسارة كل شيء في اليمن، ولذلك فهي تسعى بكل الطرق لتحقيق أي مكاسب سياسية تمكنها من الهيمنة على اليمن بشكل أو بآخر، ولهذا فهي تماطل في رفع الحصار ودفع المرتبات والانسحاب العسكري من اليمن والدخول في عملية سياسية، وستظل السعودية تراوغ وتماطل في ذلك حتى تحقيق أي مكاسب، وهذا ما لن يحدث، فالشعب اليمني لم يقدم آلاف الشهداء من أجل إعادة الوصاية والهيمنة الخارجية على اليمن.
ويكمن الحل في التصعيد ضد السعودية، فضربة جديدة كالتي حصلت في منطقة «بقيق» كفيلة بلجم السعودية وإعادتها إلى جادة الصواب، فعليها أن تفهم أن الوصاية قد رحلت عن اليمن إلى غير رجعة، وأن عليها رفع حصارها ودفع المرتبات وتعويض اليمنيين عما أحدثته الحرب، والانسحاب العسكري من اليمن وترك اليمنيين وشأنهم يقررون مصيرهم بأنفسهم، وذلك لن يتحقق إلا بضربة موجعة للسعودية؛ لأن البديل هو استمرار الحصار وتجويع الشعب واستمرار المماطلة السعودية.

أترك تعليقاً

التعليقات