معوقات الإصلاح الإداري
 

أمين الشريف

أمين الشريف / لا ميديا -
تواجه ثورة الواحد والعشرين من أيلول/ سبتمبر تحديات كبيرة في إطار الإصلاح الإداري، فالتركة ثقيلة وعملية الإصلاح كبيرة ومعقدة وتحتاج إلى الكثير من العمل والوقت من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة. ولكن ما هي أبرز المشاكل التي يعاني منها الهيكل الإداري للدولة، من أجل القيام بإصلاحها؟
تبرز أهم المشكلات التي يعاني منها الهيكل الإداري للدولة في تضخم المستويات العليا مقابل تضييق المستويات الدنيا في الهيكل، هذا من ناحية، وانتشار الفساد والرشوة من ناحية ثانية، وعدم تعيين الموظفين والمسؤولين بشكل عام بحسب الكفاءة والنزاهة، وانتشار المحسوبية والمحاباة من ناحية ثالثة. كما أن هناك العديد من المشاكل الأخرى التي يواجهها الهيكل الإداري للدولة والتي بحاجة إلى إصلاح، فما هي المعوقات التي تواجه عملية الإصلاح الإداري؟
أولاً: تنامي تأثير الفاسدين على المستوى العام، وهذا يرتبط بالمحسوبية والمحاباة، فهناك نافذون لهم علاقات مع جميع الأطراف، وهي علاقة مصالح متبادلة، ولذلك تجد لهؤلاء النافذين العديد من الأيدي التي مكنوها في الجهاز الإداري للدولة تدافع عنهم وتخدم مصالحهم دون أن يعرف الجميع ذلك.
ثانياً: وجود تركة من الماضي تتمثل في أشخاص كثيرين لهم علاقة بالماضي السيئ، وهؤلاء متوفرون في معظم إدارات ومؤسسات الدولة، وهمهم الوحيد كيف يحصلون على المال وبأي طريقة، وعدم اهتمامهم بالبناء والإصلاح، ولذلك فإن اهتمامهم ينصب على كيفية البقاء على الوضع السائد.
ثالثاً: وجود المحسوبية والمحاباة، حيث إن كل مسؤول همه كيف يضع معارفه في مناصب في الدولة بعيداً عن الكفاءة والنزاهة.
رابعاً: تغول الفساد والرشوة والتي أصبحت أمراً عاديا في غياب الأجهزة الرقابية والمحاسبة، ولذلك فإن أي شخص يرفض الفساد ويحاربه يعتبر شاذاً بالنسبة لأجهزة الدولة، ولسان حالهم يقول: لماذا لا نساير الوضع؟!
خامساً: انعدام المرتبات والحوافز، فحتى تقضي على الفساد والرشوة لا بد أن توجد البديل، المتمثل في المرتبات والحوافز، وهذه تحتاج إلى عمل جبار وكبير من أجل توفيرها.
ورغم تلك المعوقات إلا أنه وفي ظل وجود النية والعزم على تنفيذ عملية الإصلاح الإداري وبعون من الله وتوفيقه سيتمكن الثوار من النجاح؛ لكن هذا يحتاج إلى تكاتف الجميع والتعاون من أجل إنجاحه ثم البناء.

أترك تعليقاً

التعليقات