سريع الغارات!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يُقال في العامية اليمنية الدارجة: “يا سريع الغارات”، للدلالة على هجوم سريع مريع، أو رد ساحق ماحق! تشاء الأقدار أن ينطبق هذا المقال، تماما على حال اليمن ومتحدث قواته المسلحة، العميد يحيى سريع.
صار لسان حال الكيان الصهيوني وصهاينة العرب واليمن، عند ظهوره: يا سريع الغارات! لا غرابة، فمهمة الرجل تجاوزت التصريح وبيان التبريح، إلى الترويح على مئات الملايين من المسلمين، والترويع لأعدائهم!
“بيانٌ صادرٌ عنِ القواتِ المسلحةِ اليمنية”. أضحت عبارة أثيرة، تترقبها ملايين الأمة، بشوق ولهفة، وتليها بالضرورة، بشرى منتظرة، تزف لهم نبأ عملية ومعركة جديدة في مقارعة أعداء الأمة، مِن قوى الشر والهيمنة.
تصاعدت عمليات القوات اليمنية البحرية، ضد سفن الكيان الصهيوني والمملوكة لصهاينة، صراحة أو مواربة بهويات شركات “متعددة الجنسيات”؛ وصولا إلى “منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان من أي جنسية كانت”.
يظل الأمر خارقا لهيمنة حلف الشر، مبددا هيبته وماله من هيلمان، مربكا وموجعا وخانقا لقرن الشيطان؛ مهما قُوبل بتجبر عنيد وغرور مزيد، من الكيان الصهيوني وأربابه ورعاته من قوى الطغيان وخدامه من قوى العربان!
الغريب أن تُقابل عمليات البحرية اليمنية، بضجيج غضب ومجيج شجب نُخاس الارتهان لحلف الطغيان، حراس الكيان مِن زمر الامتهان، وفصائل تحالف العدوان، وأن تنبري للإدانة وعرض الحماية وسباق الولاء والطاعة!
تجاوزت صولة الباطل وأهله، كل حد! بلغ تجبر قوى الشر مبلغ الهد، لكل تشريعات هذا العالم وقوانيه، واتفاقيات هيئاته ومواثيقه. سقطت أقنعة “الحضارة” الغربية، وتبدت وجوه الحقارة الهمجية، في إباحة الإجرام والإبادة الجماعية.
بلغ الشر مبلغا بشعا ومريعا، حد طفح نزغاته الشيطانية، ونزعاته العدوانية، وممارساته الإجرمية، والمجاهرة بأحقاده العنصرية، بقيادة رأس الشر وطاغوت العصر، الولايات المتحدة الأمريكية، وحليفتها المملكة المتحدة البريطانية.
حدث هذا بصلف المواقف الأمريكية والبريطانية، المجاهرة باستباحة فلسطين المغتصبة وإباحة جرائم الكيان الصهيوني في الإبادة الجماعية للفلسطينيين، ورفض إيقاف عدوانه الغاشم وتعطيل قرارات أممية بـ”فيتو” البغي علانية!
ظن جَمْعُ الباطل أن الحق نفق، وأن صوته شرغ واختنق، رهبة من الدم المهرق، وأنهم غالبون بالبطش والشنق، ونسوا أن رب الفلق أكبر من شر كل ما خلق، وأنه عز وجل ناصر الحق، ومؤيد لأهله في ردع الباطل حتى يزهق!
كان لا بد لفطرة الخلق، أن تقاوم وتنبثق، فيتشكل موقف أهل الحق، وينطلق تحرك صادق لا يزايد أو ينافق، في النجدة والنصرة، مِن أهل المروءة والنخوة، يمن الإيمان والحكمة، وهو ما كان ويكون وسيبقى كائنا حتى آخر رمق.
سيظل اليمن بشعبه وقيادته، سريع الغارات في إغاثة الملهوف وإعانة المكروب، سباق إلى أفضل المعروف، مهما كانت الظروف، وأيما كانت الصروف، ملبيا للموجوب والمندوب، لا يهاب الخطوب وتحالف قوى الإثم والعدوان.

أترك تعليقاً

التعليقات