بشرى الجو
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / #لا_ميديا -

حمل الجو لليمنيين كافة أنباء سارة، بعدما ظل 5 سنوات دامية يقذفهم بقنابل فاتكة وصواريخ قاتلة، ترميها عليهم أسراب غربان جبانة مارقة. لكن السار أن قوة تحالف الحرب "قد قرحت جو"، لأنها تتركز منذ البداية في غارات الجو، إنما ليس بعد اليوم.
ذلك جوهر إعلان وزارة الدفاع في صنعاء استعادة زمام حماية الأجواء اليمنية، وهو فحوى تحذير متحدثها من "اختراق الأجواء اليمنية"، وتأكيده أنها "لن تكون مباحة لأحد أو متاحة للنزهة"، ما يعني أن آلة الحرب الطولى قد لويت وكسرت، وأوشكت على الانتهاء كليا.
هذا الإعلان المقترن بتنامي عمليات إسقاط الدفاع الجوي طائرات للتحالف (مقاتلة وتجسسية واستطلاعية مقاتلة)؛ باعث على الاطمئنان، وأكاد أجزم أنه أسعد جميع اليمنيين بمن فيهم مؤيدي تحالف الحرب السعودي الإماراتي، لأنه يعني وضع حد للقتل الإجرامي والتدمير العبثي.
تحييد طيران التحالف عن الحرب أو حتى كبح جماحه، وتقييد الأجواء اليمنية أمام غاراته؛ يعني إخراج اليمنيين كافة من دائرة الاستهداف الذي ظل طوال 5 سنوات يطالهم بلا استثناء، في أحيائهم السكنية ومرافقهم المدنية والشوارع والطرقات، بجميع أنحاء اليمن.
ليست خافية على أحد محصلة نحو 250 ألف غارة، وبعض المصادر تحصيها 500 ألف غارة لطيران التحالف. جل إنجازها تدمير مئات الآلاف من المنشآت العامة والخاصة في اليمن كليا وجزئيا، بما فيها الحدائق والملاعب الرياضية والمواقع التاريخية والمعالم الأثرية، بل حتى المقابر!
ظلت غارات طيران التحالف تستهدف القرى والمدن، وتقصف المنازل والمنشآت المدنية بنسبة تتجاوز 80%، وظلت محصلتها قتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين وتهجير نحو 3 ملايين من المدنيين وإرغامهم على النزوح من قراهم ومدنهم إلى غياهب التشرد وعذاب الشقاء والعناء والهوان والحرمان.
وأن تعلن وزارة الدفاع "إدخال القوات الجوية اليمنية تقنية جديدة لمنظومة الدفاع الجوي"، وتثبت استعادة مقدرتها على إسقاط مقاتلات التحالف وطائراته المروحية القتالية والمسيرة التجسسية ومتعددة المهام مثل "يونغ لونغ" الصينية و"بريداتور" الأمريكية؛ فهذا إنجاز مبهر ونبأ يسر.
هو إنجاز مبهر في ظل الحصار المحكم برا وبحرا وجوا، المفروض على اليمن من تحالف الحرب، ورقابته المباشرة في المنافذ وعبر الأقمار الاصطناعية. ونبأ سار لأنه يعني تغير موازين الحرب باتجاه النهاية، والتقاط اليمنيين كافة أنفاسهم بعد لهاث وقلق سنوات من التربص بهم أينما ذهبوا وحلوا.
ليس سهلا ولا ممكنا احتمال واقع أحال كل اليمنيين إلى طرائد سانحة وفرائس سائغة لطائرات متوحشة لا تميز بين منزل أو معهد أو مدرسة أو مستشفى أو صالة عزاء أو زفاف أو سوق أو حديقة أو مسجد أو بئر مياه أو محطة محروقات أو ملعب أو مرفق حكومي مدني، وبين معسكر أو ثكنة وساحة معارك!
مثل هذا استثناء مارق على قوانين الحرب وقواعد الاشتباك، وخارق للقوانين الدولية، وقبل هذا وذاك الأعراف والقيم الإنسانية والشرائع السماوية. وما كان ليكون ويستمر 5 سنين لولا تواطؤ الأمم المتحدة، واجهة عصابة تجار السلاح والحروب والهيمنة والنفوذ، دول مجلس "الغبن" الدولي.
صحيح أن تواطؤ قوى الهيمنة والنفوذ العالمي لا يخلو من مصالح وأطماع تتجاوز تجارة السلاح، لكن أموال دول "البترودولار" كانت كفيلة بشراء الضمير الدولي وشهود الزور ومحللي الإجرام بحق اليمنيين من المحسوبين عليهم والمدعين أنهم "حكومة شرعية" لليمن حتى بقتلها شعبه وجرحه وتشريده وتجويعه!

أترك تعليقاً

التعليقات