شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

في الوقت الذي صدر فيه تصريح عن الأمم المتحدة، يؤكد أن البارجة الإماراتية ليست مدنية، ولا تحمل أية مواد إغاثة، ولا علاقة للأمم المتحدة بها..
وفيما العدوان ذاته يعترف حيناً أنها بارجة حربية، وتارة أنها مدنية، وفي الوقت الذي فيه أيضاً أثبتت وسائل الإعلام الوطنية أن هذه البارجة هي ذاتها التي حملت أسلحة الاحتلال الإماراتي لمدينة عدن، ونشرت صوراً لها وهي تفرغ حمولتها من العتاد العسكري والجنود في سواحل عدن..
وأمام كل هذا، يتطوع الدكتور ياسين سعيد نعمان، الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني، وسفير عبده هادي في لندن حالياً، وينشر منشوراً على صفحته في (فيسبوك)، يزعم أن إيران تحاول نقل الفوضى الى باب المندب من خلال مليشياتها التي استهدفت الباخرة المدنية في مياه البحر الأحمر. 
هكذا بصفاقة لا رادع لها، يتطوع سفير هادي بالدفاع عن العدوان، ويدين اليمنيين بأنهم أغرقوا باخرة مدنية تابعة للأمم المتحدة، تحمل إغاثة إنسانية. ثم يستمر بمنشوره الطويل، وكالعادة، يحشد الألفاظ مثل الاستراتيجيات- بناء الدولة- التعايش.. يظن أنه بذلك يصدم القارئ، ويجعله مأسوراً بتحليلاته اللامنطقية والدائرة في فلك العدوان، إذ يبدو ياسين كأنه النسخة البيضاء من أحمد عسيري، الناطق باسم تحالف العدوان.
وبقدر ما كنا نؤمل ونحترم هذا الرجل، أصبحنا نمقته اليوم، فقد صدمتنا مواقفه الهزيلة المنقادة بحبل التبعية والانبطاح للعدوان، والوقوف في صف أعداء الشعب اليمني، بل أعداء الإنسانية جمعاء.
إن الدكتور الذي كنا نراه ونستمع له وهو يدير جلسات مجلس النواب بكاريزمية واقتدار، وبتقاليد برلمانية، عقب إعلان قيام الوحدة، الى درجة أنه في انتخابات 93 سئل أحد قيادات الحزب في تعز ما هي دعايتكم الانتخابية التي تقدمونها للناخبين، قال: (خطاب ياسين سعيد نعمان وإدارته لمجلس النواب، وشخصية هيثم قاسم طاهر كقائد عسكري).
اليوم، الدكتور نعمان أصبح كأي واحد من مرتزقة الرياض، ولم يعد شعره الأبيض يغمرنا بمطر الحرية كما قال عنه يوماً الأستاذ (صلاح الدكاك)، بل تحول الى رجعي يجاري أعفن القوى الرجعية في المنطقة، ويحابيها من أجل منصب حقير كنا نجزم أن الدكتور نعمان أكبر منه بكثير.
فما الذي يقزم العمالقة؟
أم أنهم ولدوا أقزاماً ونحن كشعب طيب عملقناهم، لنحصد ما جنيناه على أنفسنا بهم؟!

أترك تعليقاً

التعليقات