إيهاب شوقي

إيهاب شوقي / لا ميديا -
من المبكر جدا الحديث عن مآلات عملية «طوفان الأقصى» ووضع تصور لتطوراتها وانزلاقاتها وما سيسفر عنها من تغييرات ونتائج تتدرج احتمالاتها من اللملمة واحترام العدو للخطوط الحمراء، وصولا إلى حرب شاملة وزوال للكيان.
ولكن سيكون من التقصير والتأخر عدم رصد دلالات ما تقوم به المقاومة، وما فوجئ به العدو ورعاته وأعوانه من المطبعين. وهنا لا بد من رصد ما يلي:
• هناك عملية عسكرية شاملة بادرت بها المقاومة، وهي عملية صاروخية وبرية تتجاوز الرسائل السياسية لتصل بالأمور إلى حالة حرب حقيقية، وهو ما يعني أن الاستعداد للانزلاق إلى الحرب الكبرى هو اليوم بتوقيت المقاومة، وليس استدراجا من العدو لحرب وفقا لمزاجه وتوقيته.
• دخول حركة حماس بهذا الشكل المتصدر للعملية يعني التخلي عن كافة المحاذير السابقة التي كانت تقيد حركتها باعتبارها مسؤولة عن القطاع وبالتالي تتجنب حرباً شاملة على القطاع، وهو ما يعني أن غزة اليوم أمام خيار حتمي، وهو المقاومة المسلحة، ولا توجد حلول ومخارج أخرى سوى المواجهة مع العدو، أياً كانت التطورات والانزلاقات.
• إعلان العدو «الإسرائيلي» أنه في حالة حرب يعني وصول الرسالة إلى العدو، وأن الأمر يتخطى كثيرا مواجهة مع غزة، وأن العدو يفطن إلى أن الجبهات متكاملة، وأن غزة ليست وحيدة، وأن الجهوزية لمعركة شاملة على كافة الجبهات متوفرة، وهو ما يعني أن العدو قد استوعب أن محور المقاومة متكامل وجاهز لكافة التطورات، وقد كانت كلمة محمد الضيف واضحة وموحية بمطالبة الجميع بالمساندة.
• الوضع الدولي والإقليمي، الذي يراهن على جبهة دولية هي محل الاشتباك وجبهات فرعية هي محل الحصار وزرع الفتن لتغيير المعادلات دون تورط أمريكي وصهيوني، تلقى اليوم مع انطلاق «طوفان الأقصى» ضربة موجعة تجعله أمام استحقاقات مختلفة، حيث قالت المقاومة إنها لن تقف متفرجة ومستسلمة لهذه المقاربة الشيطانية.
• الأحداث التي سبقت عملية «طوفان الأقصى» كانت بمثابة تضييق للخناق مخطط وممنهج، حيث التطور النوعي للإرهابيين في سورية والتسلل الممنهج إلى البنان بإجراءات مريبة لليونيفيل ومخيمات ترفع زوراً راية النازحين على الحدود بالقرب من مزارع شبعا، واقتحامات وتدنيس للأقصى لتكريس أمر واقع مغاير للتاريخ وللدين، وصفقات متطورة للتطبيع يتوجها العدو بإدخال السعودية رسمياً في المنظومة الصهيو أمريكية كحلف دفاعي للمرة الأولى، وهو ما يجعل توقيت العملية توقيتاً دقيقاً وحتمياً واستباقياً لمرحلة جديدة يدشنها العدو لا تعبر عن فائض قوة بقدر ما تعبر عن فائض خيانة وتواطؤ من أنظمة التطبيع والهوان.
نحن الآن أمام واقع جديد، وهو الخيار الحتمي للمقاومة وتطبيقه على الجبهات، وقد وصلت الجبهات إليه بعد استنفاد كافة الخيارات الأخرى، وهو يوم تاريخي حتماً سيشكل مرحلة جديدة أياً كانت التطورات والانزلاقات، وسيجعل «طوفان الأقصى» جند الصهاينة والمطبعين حتماً من المغرقين.

 كاتب مصري

أترك تعليقاً

التعليقات