لستم وحدكم
 

مازن إدريس

مازن إدريس / لا ميديا -
بتشوف نفسك ضعيف أمام الطغاة. بتشوف نفسك عاجز عن مقارعة العتاة. بتشوف نفسك حشرة أمام دول الاستكبار. مش واثق من نفسك، إنسانيتك، مهاراتك، خبراتك، قدراتك الذهنية والعقلية على منافسة الكبار!
مش مقتنع أنك قادر على انتشال نفسك من حضيض الانبطاح. مش واثق بربك ورسالة نبيك، قرآنك وعقيدتك. مش مصدق أن الله قادر على كل شيء، وأنه يعز من يشاء ويذل من يشاء. مش مصدق أن الله ينصر من نصره ويؤيد كل مستضعف آمن به واتبع هداه واتكل عليه وأن الله على نصره لقدير!
مقتنع بوضعك المخزي وحالك المزري وبؤسك المرثي. براحتك، وهذا شأنك، وسنحترم رأيك ونظرتك الانهزامية وقناعاتك الانبطاحية وإرادتك القوية في التقزم وإصرارك العجيب على التحجم وعدم التعلم والتقدم وقدرتك المذهلة في التأقلم على حياة العبودية!
سنحترم نفاقك وإيمانك الضعيف بالله وتجردك السخيف من القيم والأخلاق، وانسلاخك المخيف من هويتك اليمنية والإيمانية، وتنازلك المعيب عن شرفك الإنساني... لكن بالمقابل يجب عليك أن تستوعب هذه المعلومات جيدا وتعلقها في أذنك وتدرجها ضمن قناعاتك:
أولاً: اعلم جيدا أننا لسنا مثلك، ولن نكون مثلك، ولا يمكن أن نحيا حياة الذل والعبودية أو نرضاها لأنفسنا لو فنينا عن بكرة أبينا.
ثانياً: يجب عليك أن تفهم وتدرك أنه ليس من حقك، بل لن نسمح لك بالمطلق، أن تحاول إقناعنا بأننا أغبياء أو عاجزون مثلك.
ثالثاً: ننصحك بمغادرة لغة الاستحقار والاستهتار والاستنقاص والسخرية والتشكيك في إنسانيتنا، في ثقتنا الكبيرة بالله، في ثقتنا بأنفسنا، في قناعاتنا الراسخة، في طاقاتنا العقلية والذهنية القادرة على الاختراع والإبداع وصنع المعجزات وإيجاد معادلات الردع والتوازن في الهجوم والدفاع والابتكار ومنافسة الكبار صناعيا ومقارعة دول الاستكبار عسكريا.
واعلم جيدا أن هذه اللغة لن تنال منا، ولن تؤثر في معنوياتنا، بل تزيدنا صلابة وقوة في إرادتنا وعزيمة وإصرارا على المضي والتقدم نحو الحرية، كما ولن تغطي على فشلك وانبطاحك وغبائك وهروبك من واقعك المخزي الذي لطالما اختبأت أنت وأمثالك به خلف ثقافاتكم المغلوطة وسياساتكم المحبطة للإنسان العربي حتى تمكنتم من تطويعه على الفشل وترويضه على العبودية وإقناعه بألا يحاول ولو لمجرد المحاولة، بل حتى أن يفكر لمجرد التفكير في أن يكون إنسانا لا فرق بينه وبين الإنسان الأمريكي والأوروبي والياباني و... و... إلخ.
فوالذي قال لمحمد قم فأنذر إن أمريكا وأوروبا بعظمتهما العسكرية وجيوشهما البرية وطائراتهما وبارجاتهما وترسانتهما النووية، ليستا عندنا شيئاً، ولا تساويان عندنا جناح بعوضة، وليس لها أي قيمة أو ثقل في وجداننا كمسلمين عرب يمنيين تولينا الله ورسوله والمؤمنين وتحدينا العالم ولم نتردد لحظة في نصرة أهلنا المستضعفين في فلسطين الحبيبة.

أترك تعليقاً

التعليقات