سر قوة اليمن
- توفيق هزمل الأثنين , 17 مـارس , 2025 الساعة 4:18:43 AM
- 0 تعليقات
توفيق هزمل / لا ميديا -
كانت «هاري ترومان» وبناتها افتتاحية الرد اليمني على العدوان الأمريكي، وهذا يعني أن قرار اليمن هو إهانة أمريكا وترامبها.
فحاملات الطائرات والأساطيل البحرية هي رمز الهيبة والقوة الأمريكية على المستوى الدولي، فهي حامية النفوذ الأمريكي وحلفائه وأتباعه وتجارته وسفنه ومصالحه.
استهداف المصالح الأمريكية ليس بالأمر المهين لها، فقد استهدفت طوال تاريخ صراعاتها مع مختلف الأمم والدول؛ ولكن عندما تستهدف حامي الحمى والمصالح فأنت تهين الحامي في رمز كبريائه وغطرسته وقوته، فإذا كان الحامي يحتاج للحماية فقد تم إذلاله وإسقاط هيبته.
من اليوم، كل استهداف أمريكي لليمن سيزيد من إهانة أمريكا؛ لأن الرد سيكون حاضراً وجاهزاً على رمز هيبتها، تضربهم فتتعرض للإهانة والإذلال، أي أنها ستفقد هيبتها ومعها القدرة على الردع.
كل ذلك على مسرح عالمي تتابعه كل دول العالم التي تتعرض للإذلال من قبل أمريكا، ابتداء من أمريكا اللاتينية وكندا مروراً بأوروبا، وليس انتهاء بكوريا الجنوبية واليابان، ناهيكم عن الدول المناوئة لأمريكا أو التي قررت الوقوف بوجهها، من الصين وروسيا وصولاً لإيران.
ما هو سر قوة اليمن أمام أمريكا، وسر قوة أمريكا أمام العالم؟
إن أغفلنا الموضوع الإيماني والارتباط، بالله فهو السر الحقيقي، ولكنه لا يدخل في حسابات المحللين، كونه موضوعاً غيبياً؛ فإن السر الموضوعي يكمن في حكمة دارجة تقول: «أذل الحرص أعناق الرجال»، وهذه الحكمة تنطبق على الأمم والدول وليس فقط الرجال.
فالخوف على المصالح أذل أعناق دول أمام أمريكا. أما في اليمن فهناك حالة فريدة، فلا وجود لمصالح أو ما يمكن الخوف عليه في حالة المواجهة مع أمريكا، بل بالعكس، فمصلحة اليمن هي في مواجهة أمريكا.
فبلد دمرته حرب أمريكية غير مباشرة طوال 20 عاماً، وأنهكته المجاعة والفقر والحصار وحرمانه من موارده ومن قدرته على الإنتاج، من مصلحته أن يمسك بخناق أمريكا وأن يتحول إلى شوكة في حلقها حتى يجبرها على التخلص من الصداع الذي يتسبب به والإحراج الذي يشكله والإهانة التي يتسبب بها، وذلك عبر احترام حقه في الحرية والاستقلال وبناء دولته وحماية مصالحه واحترام موقفه وقراره المساند للمستضعفين.
أمريكا في جوهرها شركة كبيرة تحاول أن تهيمن على مقدرات العالم لتضمن تضخيم الأرباح ومراكمة الثروات. هذه الشركة تمارس ما اعتادت عليه لردع كل من يقف بوجهها؛ ولكن ظهرت لها «بجعة سوداء» اسمها اليمن، لم تكن في الحسابات الاستراتيجية، لأنها نمط غير معتاد ومفاجئ.
لذا أراهن مجدداً أن ما بدأ كضربة أمريكية رادعة سرعان ما سيتحول إلى ضربة تفاوضية.
المصدر توفيق هزمل
زيارة جميع مقالات: توفيق هزمل