نهاية الحرب لصالحنا!
 

نجيب القرن

إزاحة الستار عن اختراع طائرة بدون طيار باسم (قاصف1)، قبل أيام، أثارت موجة سخرية من قبل المعروفين بمواقفهم المعادية والحاقدة ضد الجيش واللجان، مع أنه منطقياً من استطاع تطوير منظومة الدفاع الجوي واختراع صواريخ بعيدة المدى كـ(بركان2)، لا يصعب عليه بالتأكيد أن يفاجئنا بتطوير وتفعيل أجهزة أخرى تتعلق بالجانب العسكري خاصة.
لعل البعض يتذكر قبل شن عاصفة الجُرم، قيام بعض القنوات الفضائية بتسليط الضوء حول قصة اختراع طائرة بدون طيار في مشروع تخرج 5 طلاب من قسم الهندسة بكلية السعيد في تعز، لم نجد يومها استهزاء من الخبر، والغريب أننا لم نشاهد أو نسمع بأن جهات عليا أشادت بتجربة المبدعين، بل المؤكد أن مواقف السلطات كانت عكسية خصوصاً تجاه هذا المجال الحساس، فاعتقادهم السائد هو أن حقوق الإبداع والاختراع من اختصاص الدول الكبرى فقط، ولا يحق لأحد منافسة طائرة بدون طيار الأمريكية، التي تجوب أجواء بلادنا منذ أكثر من عِقد.
للأسف الشديد يظل الكثير يقللون من عقلياتنا، وتظل عقدة النقص تلفهم باستمرار.
نحن بحاجة لإعادة الثقة والاعتزاز بأنفسنا ومبدعينا الذين غالبيتهم حقيقة منسيون، أو بتعبير أصح مرميون.. هناك العديد من العقول المبدعة والمتفوقة علمياً وتكنولوجياً، ولها نصيب وافر من الاختراعات والإضافات، والبعض منهم شارك في مسابقات وحصد جوائز دولية متقدمة، ولو أتيحت لهم فقط قليل من الإمكانيات الأولية والبسيطة، وتم استيعابهم ومنحهم الرعاية والسفر للبحث، لوجدنا العديد في كل المجالات سواء العسكرية أو المدنية، فهل آن الأوان للتنقيب عنهم ومنحهم الثقة، خصوصاً في هذه اللحظة المناسبة؟!
هذا الأمر نضعه بين يدي حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي ودائرة التصنيع الحربي.. ولنعِ جميعاً أن التأسيس للمكان الريادي مستقبلاً، والذي نسعى لنحجز مقعده بين الدول المتفوقة، يولد من رحم المعاناة ومن أتون النار والشدائد والحروب، أليست الحاجة أم الاختراع كما يقال؟
يظن المتربصون بأن الحرب سترمي بنا نحو الكارثة والدمار ثم النهاية الأبدية! صحيح أن ظاهر المسألة يبدو كذلك من خلال القياس المُشَاهد، ولا يعني هذا تصغيرنا لحجم المعاناة التي تسببها الحروب، لكن الحقيقة الثابتة أن ما تمر به البلاد حالياً هي فرصة ثمينة للاعتماد على الذات والانطلاق نحو البناء الحقيقي، لا نملك خياراً آخر غيره، ولا يجدي التباكي أو الجلوس للندب وتمني عودة حكم الأمس بحسب أنه أفضل من اليوم، فليس ذلك يجدي.
مطلوب عدم اليأس أو الاستسلام لممارسات العدو وقصفه المدمر للبنية والمنشآت ما دام الإنسان اليمني موجوداً لا يزول، ولن يزول أبداً.. العدو يهلك الحرث، ولكنه لن يهلك النسل والعقل! لنتأمل حال الكثير من الدول التي تعرضت للحروب الكبيرة، كيف أنها لم تبل أو تندثر، بل نهضت كي تصدر الحياة لبلدان أخرى، نحن أيضاً شعب كتلك الشعوب، إن لم نكن أعظم منها بحسب امتلاكنا عوامل الخلود والنهوض.
لدينا الكثير من البدائل، ومع الصبر والعمل نستطيع إعادة كل شيء أفضل مما كان سابقاً.. لا تستطيع أية قوة على وجه الأرض أن تحقق انقراض شعب وطمس الوطن نهائياً.
الشعوب لا تزول أبداً، ولو قتل بعض العظماء المضحين، وكلنا راحلون لا محالة، فأجيالنا وعقولنا من بعدنا حاضرة تتوالى سراعاً لتتوارث نهجنا، وتواصل مسيرة البناء والوصول.

أترك تعليقاً

التعليقات