عن فضائح خصف حذاء سلمان خلال عامين!
 

نجيب القرن

سيظل الـ26 من مارس لعام 2015م، أحد التواريخ الفارقة، والتي لا يمكن تجاهلها أو إسقاطها من الذاكرة اليمنية، حيث شنت فيه مملكة الفتن وتحالفها العربي عدوانها الهمجي ضد بلدنا، في أكبر عملية حشد سافرة، وتحت غطاء وصمت دولي وتدخل أمريكي واضح، بدليل أن الأمريكان قاموا سابقاً خلال فترة العدوان، بسحب ما يقارب الـ45 من مستشاريهم الذين شاركوا في التخطيط والتنفيذ، وإلى الآن، وما زالت تتوالى تباعاً مواقفهم السياسية والإجرامية ضد شعبنا.
مر عامان والأعراب الأشد قسوة لم يستوعبوا الدرس بعد، برغم مشاهدتهم واقعهم المجندل، والذي لم يكونوا يتخيلون فيه شدة بأس وجسارة المقاتل اليمني، ظناً منهم - بحسب حسبتهم - أن طيران عاصفتهم كفيل وحده بحسم المعركة، وخلال 10 أيام. لم يفقه البعران خلال مدة عامين حجم خسارتهم المادية المقوضة لنشاطهم الاقتصادي الواضح تأثره وترنحه داخل حلبة بورصات العالم، ولم ينقضِ العامان إلا وقد كشفا عن ساقيهما بولادة (بركان 2)، ليقلب معادلة الحرب، وليضرب قلب سلمان قبل قاعدته في قلب الرياض.
عامان وهم في مستنقع البغي غارقون، ونحو علوج الروم يرفلون، وعلى وعود مرتزقتهم يمضون ويكابرون، بالرغم من أنه ما زالت كل مصارع أبواب الحوار مفتحة لهم ليخرجوا بما تبقى من لزوجة وجوههم الباسرة، لكنهم قوم لدٌّ في غيهم يترددون، تأخذهم العزة بالإثم، فيمعنون، ولن يستفيقوا إلا على أفول ملكهم وزواله من الوجود، ويومئذ يفرح المؤمنون.
عامان منصرمان كشفا لنا وللعالم صورة ملك أرعن بعقال أسود معصوب العقل، يقذف حمم طغيانه ضد بلدنا وشعبنا، وأمراء من حوله متكئين على رقاب أرخص الزبائن والعملاء المأجورين ممن سارعوا ليشرعنوا نار وسديم صواريخ الإف16 بأحط وأنتن صور الشرعنة، يوم تدافع صبيانهم في مسيرات التأييد، مكللة بإعلاء صورة سلمان.
أي موقف خزي وعار تخصفه وترقعه بلسانها قيادات وقواعد تلك الأحزاب حين تشابكت خيوط يمينها بخيوط يسارها مع بقايا رقعة قومية مهترئة، صانعة حداثتها على شكل حذاء (طنبوري) قديم لينتعله سلمان فوق رؤوسهم، وعلى ضفة أخرى من حائط مدينتهم تتجلى صورة لحية مخضبة تقطر بدم الأبرياء.
أيها المتمدنون الممددون فوق بلاط القصر والمستظلون تحت سراويل وشماغ الأسرة المالكة، لا موقف أشنع أو أقذع في سجل تاريخ الخيانات يوازي حجم موقفكم في هذا العصر. حتى موقف أبو رغال دلَّال جيش أبرهة لهدم الكعبة، كان لوحده أمام جيش واحد متجه نحو بيت الله الواحد، يخلو هذا الجيش من إزهاق روح واحدة، أما أنتم فدلالون وقوادون جيوشاً عدة نحو أرض وبيوت تسكنها ملايين الأرواح البشرية.
أيتها العاهات المشوهة.. لم نرَ في مسيرة الحروب موقفاً أقبح وألعن من سباقكم لتأدية وظيفة المسح والكنس والتغطية بغرض حجب الجمهور وصرف أنظاره عن رؤية حقيقة غول جرم الجاني بحق أطفال ونساء وشيوخ أرضنا.
خلال العامين كذلك أدرك الكثير من الناس مدى الصمت والاستهتار الفاضح لدعاة الإنسانية المزايدين بحقوق ورعاية الإنسان والحيوان، المتلفعين داخل منظمات وهيئات دولية وإغاثية، وفي مقدمتها مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، وهذه الأخيرة سقط أمينها العام السابق في فضيحة مدوية هي الأغرب والأنجس، فبعد أن خرجت الهيئة بتقرير يدين انتهاك التحالف حقوق الأطفال اليمنيين، فجأة سحب التقرير! ولم يكن قد مر على خروجه سوى 24 ساعة. لقد سقطت هيئة الأمم وأمينها في مستنقع الريال القذر، أمام مرأى ومسمع العالم، دون تقديم أي مبرر..
هشاشة المنظمات الحقوقية والإنسانية، باستثناء بعض المنظمات الحرة، ساعدت العدوان كثيراً في الإجرام بحق المدنيين والمنشآت المدنية، بالإضافة إلى سعي الأمراء الحثيث والمتواصل تجاه غالبية المنظمات لتحييدها أو شرائها بالمال الأكثر تأثيراً على النفوس الرخيصة، وما أكثرها، خصوصاً إذا أدركنا أن غالبية المجتمعات الغربية وحكوماتها تزن الأمور بميزان الربح والخسارة، وليس بميزان الأخلاق والإنسانية كما كنا نتخيل.
أعتقد أيضاً أنه خلال العامين الماضيين انكشفت للكثير من الناس داخلياً وخارجياً حقيقة تلك الجماعات المتطرفة، حيث بانت وجهتها، في أي خندق تقف، ومن تحارب، ومن هم رعاتها وممولوها الرئيسيون.
هذه التيارات الجهادية (داعش، القاعدة) ابتداءً من سوريا والعراق وليبيا واليمن، بانت سوأتها، وتبدت بكل وضوح بنسختها المتطابقة والمكررة، وسحنتها الواحدة في الفكر والهيئة والشكل ونبرة الصوت وحتى المخيط من اللباس!
عامان مرا سريعاً، محملين بأريج النصر ودعامة الصمود في وجه الغزاة ومرتزقتهم.. فهل سيدرك الغازي وأياديه الصدئة أنه ما لم يتحقق في بداية أيامهم وسنواتهم الأولى، لن يجنوه أبداً في أواخر أيام أخرى؟!

أترك تعليقاً

التعليقات