حرب الراتب!
 

نجيب القرن

يفاخر اليدومي، رئيس حزب الإصلاح الإخواني، في منشور له على صفحة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، بمسألة الحرب الاقتصادية التي حققها تحالف الإجرام الخليجي، حسب تعبيره.
تفاخره بشن هذه الحرب على اليمنيين يكشف للجميع مدى الانحطاط والدناءة التي وصل إليها تفكير اليدومي وأمثاله، في حين أن أخلاقيات الحروب عند الآخرين، ناهيك عن المسلمين، لا تصل بهم إلى هذا الحد من مستوى التفكير الهابط المفضي لممارسة الحرب على البطون.
يسقطون نحو مستنقع انتهاج أسلوب التجويع ضد جزء كبير من الشعب، غالبيته من المدنيين المحايدين، ظناً منهم أنها الخطوة الأكثر تأثيراً، والتي سترغم شعبنا الصامد والصابر على الاستسلام والخضوع الفوري.
الحرب الاقتصادية التي مورست تجاهنا تمثلت بعملية نقل البنك وحصار الموظفين أو التحكم بالراتب مصدر دخلهم الوحيد، وأيضاً محاولة غزو التحالف واستماتته للسيطرة على ساحل المخا وميناء الحديدة، وشل حركة الشريان الحيوي الوحيد المتبقي لكل اليمنيين، وليس فقط لجماعة معينة.. وكذا السعي للإضرار بالعملة المحلية مقابل ارتفاع الدولار.. كل هذه الخطوات المفتعلة ليست سوى أعمال حقيرة يلجأ إليها عديمو الأخلاق منزوعو الإنسانية من الذين لا يدركون أو بالأصح يتجاهلون أنه مهما بلغت حدة الخصومة والحروب، فإن الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية تجرم اللجوء لاستخدام أسلوب منع الطعام وعرقلة وصوله للناس. لقد كان هذا الأمر بنظر غالبية أهل الجاهلية قبل الإسلام يعد عملاً معيباً ومخلاً بالرجولة والشرف والمروءة، بل كانت ممارسات غالبيتهم على عكس ذلك تماماً، فمن القصص المشهورة أن هنالك جماعة كانت تعرف (بالصعاليك) معروفون بالشجاعة وقول الشعر، من أشهرهم الشنفرى صاحب معلقة (لامية العرب)، كانوا يخاطرون بأنفسهم ويتقطعون لبعض قوافل التجار المحتكرين بغية أخذ الطعام للجائعين والمحرومين!
أسلوب محاصرة الناس سواء في رواتبهم أو التضييق على المنافذ البحرية والجوية والبرية، تعد وتصنف أيضاً بنظر غالبية المنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم، ضمن جرائم الحرب والإبادة.
تأملوا إذن حقيقة نفسيات هؤلاء الذين يدعون الإسلام، وسابقاً كم ولولوا وتباكوا وبالغوا بإشاعة حصار تعز كذباً وزوراً.. انظروا إليهم كيف يعلنون ويمارسون بكل جرأة شن حرب اقتصادية علينا، لتكتشفوا بوضوح كيف وصلت بهم الخساسة حد المفاخرة بهذه الأعمال، والتي نتائجها الكارثية لا تمس جماعة بعينها، بل تشمل غالبية المدنيين الأبرياء، وخاصة الموظفين، وتؤثر على كل الفئات العمرية للشعب اليمني، وتعجل بتفشي المجاعة والأمراض والفقر.
هل هذه هي النتيجة التي يسعى اليدومي وتحالفه المتخلف للوصول إليها وتحقيقها؟
وهل هذا الأسلوب الشيطاني يعتبر ورقة انتصار يمكنهم المفاخرة بها بين الناس والأمم الأخرى؟
إنها ورقة فاضحة تكشف بجلاء حقيقة وجود أزمة أخلاقية وقيمية يعانيها اليدومي وأمثاله، ستقودهم حتماً وقريباً إلى هزيمة مدوية.

أترك تعليقاً

التعليقات