لهذا السبب.. سيهزم الجمع قريباً
 

نجيب القرن

أحداث المشهد الجنوبي والتغييرات الناتجة عن قرارات هادي الأخيرة، وخاصة قرار تغيير محافظ عدن، التي أشعلت خلافاً قد تؤدي تبعاته إلى موجة احتجاجات تصل إلى حد مواجهات مسلحة تضعك أمام مشهد واقع مأزوم وكارثي، وليس هذا المشهد عرضياً أو في الجنوب فقط، بل في تعز وفي حضرموت مستقبلاً!
يأتي هذا في وقت هم أحوج إليه عقلياً للم الشمل، فما بالك في الوقت الذي يستفردون فيه ببعض الأرض، ويستقرون، كيف سيكون حالهم؟
قاعدة الاختلاف الأيديولوجي مستمرة تنخر جدار تماسكهم كل آن، وتهوي بهم في وادٍ سحيق لتذرو رياح الخلاف ما جمعوا وما خططوا له، ومهما تراءت هذه القيادات للناس وللعالم أنها منسجمة ومتماهية في ما بينها، فهي في الأخير إلى اقتتال وفوضى، ثم إلى زوال.
صحيح أنه قد يتم احتواء الوضع وتهدئته، وإيجاد تسوية بين الأطراف، ولكن نحن كشعب ونخب نرقب جميعاً الأحداث، ونقرأ هذا المشهد بنفاذ بصيرة وعدم استعجال أو تعصب، ندرك جيداً أن العيش في إطار هذه الأحزاب والجماعات المرتهنة بقراراتها للخارج، نوع من المجازفة والغباء السياسي، فهذه الشخوص لن تستقر سياسياً أبداً، وستتجدد معاركها وصراعاتها كل حين.
قلنا سابقاً وما زلنا نكرر إن هذه الجماعات والأحزاب والكانتونات الصغيرة والموزعة بين دولتي السعودية والإمارات، والخاضعين جميعهم في الأخير للحلف الأمريكي، قلنا إنها تسعى من أجل مصالحها الآنية وتحقيق المصالح الدولية الكبرى وتنفيذ أجنداتها، ولذا عدم استقرارها سياسياً وتجدد خلافاتها المتفجر في كل لحظة يجني تبعاته الوطن.
نقول ذلك من واقع تاريخي وشواهد عدة, ولا تظنوا أنه سيأتي اليوم الذي يتخطون فيه مرحلة الخلاف المتجدد، هم فعلاً يتدارسون ذلك، ويحاولون لملمة الصف، ويتناصحون، ويحذرون من خطورة هذا الشيء، لكنهم لن يوفقوا في حفظ جدار تماسكهم، والأسباب كثيرة، أهمها باختصار نقصانهم عوامل الوحدة الحقيقية، فهم أكثر من أيديولوجية مختلفة، وجماعات دينية منقسمة (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى)، ولو أنفقت المملكة والإمارات وأمريكا ما أنفقت لتؤلف بينهم ما ألفت.. لأنه ينقصهم بدرجة أساسية المشروع الحر والمستقل، ينقصهم الإجماع على القيادة الموحدة وغير المرتهنة لأية جهة، فهم أكثر من رأس وقائد وجهة، هم أقرب لمشاريع قضاء الغرض المؤقت الهادف لتقسيم البلد، وإعطاء كل فريق جزءاً من الأرض يعيش عليها، ويمارس فيها حكمه وصلاحيته، وهذا ما يخطط له العدو عن بُعد.
لاحظوا أنهم في الوقت الذي هم أحوج ما يكونون فيه للانسجام والتوحد (المرحلي)، وليس الأبدي، ستجدونهم مختلفين حد الاقتتال.. فهل من العقل والوطنية بعد ذلك أن يساوم شعبنا على مشروع القبول بهذه القيادات والجماعات العميلة الفوضوية؟

أترك تعليقاً

التعليقات