في ظل مديح لا ينفد
 

نجيب القرن

نجيب القرن / لا ميديا -

يا سيدي
وأنت الربيع الذي لا يُحدْ
ونحن الذين على طيب أنواركم نولدْ
يا سيدي
على هودج الوقت ما زلت أسري إليك
صادٍ أشد خُطاي بعكاز نثري 
وخريفُ الزمانِ يغازلُ آخرَ أوراقي
يخط تجاعيده في الفؤاد
وقد ذبلت أقحواني 
فجُد بعض قَطرِ نَداكم لأُوجَدْ
يا سيدي 
(فبذلك فليفرحوا)
لنا فرح أخضر اللون معسجد
لم يطرزه في الأولين ولا الآخِرين أحد.

                        
يا محمد
حين وُلدتَ من رحم الكهف على "جبل النور"
وتمالى الملأ يصدونك
ثم أخرجوك
وحدهم اليمانيون هناك على الضفة الأخرى انتظروك
وقفوا يرتقبون طلوع الفجر
تحت عبوس الشمس ووسط هجير الصحراء
حملوا في أيديِهم
لافتات سعفِ الترحيب
يلوحون بها فرحا بقدومك
اليمانيون الأنصار
حين رأوك اخضلت ربى أرواحِهم
وارتجزوا ساعتها بعض زواملِهم
أظن جدَّ "عيسى الليثْ"
كان وقتها حاضراً بينهم
يلحن "طلع البدرُ" ويُنشد!

                   
يحدثنا التاريخ
أن المملكةَ القُرشية
أضرمت نيرانَ حربِها 
و«أبا سفيان» تلقى الضوء من سفير «بني قريضة»
لإعلان التحالفِ العبريِ
واحتشد الأعرابُ الأجلاف
مضوا في شن العاصفة الشركية 
كي يطفئوا عبق المدينة 
المنافقون يومها 
هوت قلوبهم للشارع المحايد
فأصبحوا (هم العدو)
لهم ألسنة من كير الأحقاد تحد
مصقولة على الهواء تمضغ الإشاعة
يرجفون من حول الجدار
ينخرون الساس 
يمهدون للأحزاب
يرتقبون وصول "ابن وِد"
المدينة من هول الإرجاف صارت ترتجف
والفتى الفارسي وحده
كان يحدق في عينيها 
ذاك الذي جاء من خلف البحار
يمد حزام الأمان على خَصرِها
كي لا تنطفئَ الأنوار
شكراً "سلمان"!
شكراً "سلمان الفارسي"! 
فقد كنت نعم السند.
              
     
يا سيدي
وحين عُدتَ في لباس الفاتحين
وأصدرتَ قرار العفو العام
ومادته الأولى "اذهبوا..."
وحين رحلت إلى الرفيق
عاد الطلقاءُ وأبناءُ الطلقاء
خرج الأُمويون بجلباب الإسلام
واستلوا سيف البغي بوجه أخيك "علي"
منعوا الدخول من "باب المدينة"
وابتدعوا أبواباً أخرى
تقذف بالناس إلى مدن الجحيم
يا سيدي 
ولسانُهم كان يلهج بالصلاة عليك في كل آن
وأيديهِم تذبح صفوةَ أهلِك  
حجبوا العقولَ أن ترى صفاءَ نهرِك
قطعوا عن الحقول غيثَ سيرتِك
فما اعشوشبتْ أرواحُنا
ولا نمى غصنٌ بساحة أمتِك
صار الدين غريبا
عصوراً والناسُ يرونك مرسوماً فوق المِنبر
وبطون الكتبِ الصفراء
تحمل مسواكاً أكثرَ من حمل السيف 
وتغض الطرف عن الأعداء!

                   
يا سيدي عذراً
منذ بضع سنين شاهدناك
مكتمل الصورةِ في بعض مرايا أبنائك 
ويوم رتلنا سورة الولاء
أقبل أولادُ سعودَ على صهوةِ شيطان 
أحالوا الجوَ بلون الشفق مُلبدْ.
ها هم أبناء الطلقاء بهذا العصرِ يعودون
وقافلةُ "أبي سفيان" توزع كل تجارتها لشراء المرتزقة
و"يزيد" يعبث في بيت المال ومشتقات السولار  
يفتح أنبوب النفط لتشفطَه أفواهُ الأمريكان
وفتات موائده يرميها للنزلاء
يُذل بها خدم القصر
وعبد باع كرامتَه فغدا صعلوكاً في الصحراء مشردْ.

                   
يا سيدي
نتوسل بالاسم الأعظم 
باسمك والآل
بخير الأعمال
أن يمنحنا اللهُ الآن سلاحَ الثقةِ الكبرى  
بك "ياهو"
بك "ياهو"، لا بعتاد وعدد 
ارمِ يا مولانا بدلا عنا
وجهها نحو العمق وسددْ
مهزومٌ هذا الجمعُ
مهزومٌ هذا الحلفُ ومن خلفَه
ظلام من حولنا يتبدد
يا سيدي
مددٌ مدد.. مددٌ مدد!

أترك تعليقاً

التعليقات