نجيب القرن

نجيب القرن / لا ميديا -
ليس هدفنا التطرق إلى نص الحديث القائل فيه رسول الله يوم غدير خم أثناء رجوعه من حجة الوداع الأخيرة وهو آخذ بكف الإمام علي حسب الرواية المتواترة سنداً "من كنت له مولى فهذا علي مولاه"، بقدر ما نود الإشارة أو الوقوف أمام الحادثة من زاوية منصفة واحترام خصوصيات الطائفة المخالفة إن كان من الصعب تصديق ذلك.. هل إيمان الشيعة بالولاية يعني أنهم لن يؤمنوا بالنظام الانتخابي في عصرنا الحالي؟ أم سيعتبرون أنفسهم سلالة مقدسة كما يصور البعض دون الفهم أن المقصد قيادة لا قداسة، وكما هو الحال عند الكثير من شيعة الأحزاب الذين يضعون مكانة لائقة لرموزهم وللمؤسسين، فنراهم يرفعون صورهم ويحفظون عباراتهم عن ظهر قلب.. لماذا ننكر على الشيعة حب رموزهم والاستدلال بأقوال أئمة شغلوا الدنيا شجاعة وعلماً؟
حجة البعض أن الإيمان بالولاية أو الإمامة سيقود الناس إلى الحكم الفردي الأسري، لكن بنظرة منصفة ومتأنية سنجد أن الشيعة يمارسون الديمقراطية والانتخابات وتداول مقعد الرئاسة في أكبر الدول التي تتبنى هذا الفكر وتحتفي بولاية الإمام علي، وهي جمهورية إيران.
سيقول البعض: إن الحاكم الفعلي هو المرشد! وأنه الرقيب العتيد على كل صغيرة وكبيرة، وكأن المرشد لديه القدرة الخارقة لوحده على رقابة كل المؤسسات في الدولة ووحده من يشرف عليها ويتفقدها ويعين مسؤوليها، هذا التفسير يتنافى طبعاً مع الواقع والعقل الذي يميز قدرات الإنسان وطاقته، صحيح أن المرشد هو المرجع والقائد، لكن لا يعني أنه الرقيب على كل شيء أو أنه لا ينتخب من قبل مراجع آخرين منتخبين ومتخصصين.. وليس حديثنا هنا حول نظام الحكم القائم اليوم في إيران، فقط نشير ونلفت النظر إلى أهم الأمور، وهي أن الإمامة الدينية لا تعني عدم ممارسة الديمقراطية ومجاراة تكنولوجيا العصر والبحث والإنتاج والسعي نحو العدالة والمساواة والعيش بكرامة، وهذه بالتأكيد أهم متطلبات الإنسان في الحياة.
علينا البحث بتأنٍ وإنصاف حول هذه المسائل فلعلنا نقارب لأجيالنا بعض ما اختلف واقتتل عليه الأولون.

أترك تعليقاً

التعليقات