بأننا يمنيون نحتفي
 

أحمد الحسني

لو لم نحتشد أمس في الساحات بمناسبة مرور عام على العدوان والحصار، للتعبير عن رفضنا له، وتنديداً بجرائمه، ما كان ذلك ليعني عند أي عاقل أننا راضون بقتلنا وتدمير بلدنا، أو ممتنون لتساقط القنابل والصواريخ على رؤوسنا.
وكما ندرك أن معركتنا لم تنتهِ بعد بنصر نحتفي به، فإننا أعقل من أن نتدافع بالآلاف احتفاءً بالدمار والموت، ولدينا من التجارب طيلة عام، ما يعفينا من الظن بأن خروجنا اليوم سيفتح أنظار العالم أو آذانه لمظلوميتنا، ويحدث فرقاً جوهرياً في تعاطيه معها.
لم يتأكد بعد نصر ولا سلام نحتفي به، ولا إنسانية لهذا العالم نخاطبها، ولكن ما تأكد لنا واستحق تجمهرنا للاحتفاء به عن جدارة، والزهو به أمام العالمين في هذا اليوم، هو نحن اليمنيين، ورجل لديه من الإيمان ما يمنعه من مداهنة الباطل، ومن الشرف ما يأبى عليه بيع القيم، ومن الشجاعة ما يكفيه لأن يصرخ بالحق ولو غضب العالم، اسمه السيد حسن نصر الله.
بعام عبرنا أيامه بمشاعل الحق الأبلج في عتمة عالم الزيف، لم تعثر لنا خطوة.. نحتفي.
بجراحنا التي اجتزنا بها غربة الإنسانية في مزادات النفط.. نحتفي.
بشظفنا الصامد في وجه غطرسة مليارات..
بسالة أبطالنا في الجبهات، وشرف نسائنا اللواتي يأوين إلى فراشهن كل ليلة بملابس الخروج استعداداً للموت.
بتكافلنا، بتلاحمنا، بشموخنا، بأننا يمنيون لا تقبل قاماتنا الانحناء، ولا جباهنا الخنوع..
نحتفي بعام مضى من الصمود، ونفتتح عاماً من الثبات على سلام منصف أو قصاص عادل.

أترك تعليقاً

التعليقات