معـادلات المعركـة
 

أحمد الحسني

أحمد الحسني / لا ميديا

بحسب أحد كبار الباحثين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، يجب ألا يقترن اسم الولايات المتحدة مع التحالف في حربه اللاأخلاقية على اليمن، ويجب أن تقف هذه الحرب الكارثية بشرط ألا يبقى في السواحل اليمنية وباب المندب أية قوة لا تدين بالولاء للولايات المتحدة. هذه هي معادلة الإدارة الأمريكية في معركة الحديدة والساحل والعدوان عموماً منذ أعلنه الجبير من واشنطن باسم تأمين الملاحة الآمنة أصلاً في البحر الأحمر وباب المندب وسقوط عشرات المدنيين في أولى غاراته على حي المطار. هذه هي المعادلة التي تجعل وزير خارجية الولايات المتحدة صاحب مبادرة سلام في مسقط ومدافعاً عن جرائم التحالف أمام الكونجرس، وهي التي تجعل الإدارة الأمريكية آسفة لقصف حافلة الأطفال في ضحيان وممولة للطائرة التي قصفت بالوقود والقنابل، وهي المعادلة ذاتها التي تجعل وزير الدفاع الأمريكي يغدق بطريق مضحكة على الإمارات لتفانيها في الخدمة لقب اسبرطة الصغرى. 
هي معادلة الفصام بين التحذير من كارثة إنسانية ومجاعة في اليمن ودعم استمرار الحصار ودعم تحالف الخدم وخدم الخدم في تحويل الحديدة إلى ساحة حرب وإغلاق ما تبقى من مينائها في وجه أساسيات الحياة لأكثر من عشرين مليون يمني. إنها كارثة وجريمة مريعة ضد الإنسانية يجب أن تقف لكن بشرط أن تكون الحديدة والساحل اليمني كله تحت سيطرة جراء الولايات المتحدة! تلك هي معادلة القيم في حسابات الولايات المتحدة التي ورثتها عن الأم الإمبريالية التي جاءت منها بفظاظة ترامب أو بتقعر أوباما، وهي المعادلة ذاتها التي خسرت في كوريا وكمبوديا وفيتنام والعراق والصومال ولن تنجح على أيدي الاسبرطيين الصغار جداً في الحديدة، فثمة معادلة للواقع تقول إن تحويل الحديدة إلى منطقة حرب يمكنه أن يضيق الخناق علينا مؤقتاً، لكننا من سيربح المعركة، ونحن واثقون من ذلك أكثر من ثقة ماتيس بأن الإمارات ليست اسبرطة لا الصغرى ولا الأصغر.

أترك تعليقاً

التعليقات