البحث عن صافع
 

أحمد الحسني

أحمد الحسني / لا ميديا -

هذه المرة لم يكن بمقدور الناطق العسكري للتحالف وأبواقه الإعلامية وذبابه الإلكتروني المتخم بالصفاقة أن يرضوا غرور أسيادهم بإنكار الصفعة أو اختزال العملية التي نفذها الجيش واللجان الشعبية كالعادة بإسقاط مقذوف وإصابة مقيم، فجحيم بقيق الذي سعرته طائراتنا المسيرة بالمنشآت النفطية السعودية ملأ وهجه الأبصار وطبق دخانه الآفاق، ومع ذلك جاهدت الأبواق المأجورة والعنجهية الزائفة ونجحتا في الاحتفاظ بمنسوب الصفاقة والسخافة في تعاطيهما الإعلامي مع هذا الإنجاز العسكري، من خلال نسبته إلى إيران تارة وإلى العراق تارة، والتخبط في تحديد السلاح المستخدم، طوراً بأنه طائرات مسيرة كما في ورد في أول تصريح للناطق الرسمي للتحالف، وطوراً بأنه صواريخ مجنحة نقلا عن «وول ستريت جورنال»، الناطق غير الرسمي لـ«إسرائيل» في الولايات المتحدة، وطوراً ثالثا بأنه طائرات مسيرة وصواريخ مجنحة بحسب تعديل جديد في تصريح الناطق الرسمي للتحالف.
استحال على أبواق التحالف هذه المرة إنكار الصفعة التي تلقاها سادتهم في قيادة التحالف، فذهبوا بطريقة مضحكة يمسحون على خد سيدهم ويتملقون غطرسته بأن الصفعة جاءته من جهة الشرق والشمال وليست من الجنوب الغربي، ويلطفون وقع النعل على وجه عنجهيته بالاستفاضة في الحديث عن مقاسه ونوعية الجلد الذي صنع منه وخامة أرضيته والماركة والموديل ورقم التشغيلة و... و... و... مصرحين بذلك أن سيدهم المترف لا يأنف من الصفع، والمهم لديه هو من يصفعه، وتلك صفعة أخرى يتلقاها ابن سلمان من مرتزقته وخصيان قصره، وهم لا يشعرون وصادقون من حيث لا يقصدون بأن غطرسة سيدهم الجوفاء لا تبالي بالصفع وإنما بمن يصفعها، بدليل أن حذاء ترامب قد شبع من قفاهم خلال الثلاث السنوات الماضية وهم به مستمتعون ومدرون للحليب أكثر فأكثر لم يكن حشر إيران وحرف بوصلة الإنجاز العسكري اليمني صوبها شيئا جديدا، فهي حاضرة في وسائل إعلام العدوان من يومه الأول ومن قبل، لكنها كانت في بداية العدوان الخصم الذي أرادت العنجهية الخليجية أن تعلن انتصارها عليه في اليمن وتفاخر بهزيمته، استكبارا أن يكون اليمن ندا لها. أما اليوم فإن إيران هي الخصم الذي هزمت على يديه في اليمن، وهذا تحول جوهري من ثقة متوهمة بالنصر تريد تضخيمه بانتقاء الخصم المهزوم إلى خشية أقرب إلى القناعة بهزيمة تحاول تخفيف وطأتها بانتقاء خصم منتصر. وفي الحالين كانت تختار إيران. أما الواقع فيقول إنها لم تشن حربها في اليمن على غير اليمنيين، ولن يمرغ أنفها في الوحل اليوم وغدا غير اليمنيين، وليس أمامها إلا أن تقبل بأياديهم الممدودة بالسلام اليوم أو تقبل أقدامهم غداً، شاءت أم أبت.

أترك تعليقاً

التعليقات