مبادرة طيور الجنة
- أحمد الحسني الجمعة , 26 أكـتـوبـر , 2018 الساعة 6:47:00 PM
- 0 تعليقات
أحمد الحسني
بعد أن أطلعني بعض الأصدقاء على نسخة منها، اكتشفت أن ما يسمى مبادرة رياح السلام مجرد فقاعة، وأن إعلامنا الوطني قد خصص للتعاطي معها حيزاً مبالغاً فيه جداً، وأننا كنا أشبه بمن يعلن النفير لمواجهة ذبابة، إضافة الى أن بعض ما كتب وما قيل كان بمثابة دعاية لتلك الفقاعة، وليس رداً عليها، وأقصد بذلك البعض تلك الردود التي توحي للمتلقي بأننا نتصدى لمبادرة سلام حقيقية ونفضل استمرار الحرب على أساس أن الدعوة إلى السلام في هذه المرحلة لا تناسبنا ومؤامرة من العدو علينا. ومثل هذا الطرح ليس صحيحاً، فنحن اليوم كما كنا بالأمس ننادي بالسلام وحريصين عليه وقدمنا على طاولات التفاوض وما زلنا مستعدين لتقديم كل التنازلات الموضوعية في سبيل السلام، وتحالف العدوان وأسياده وأذنابه هم المصرون على الحرب ويرفضون كل مبادرات السلام، حتى تلك التي يقدمها أسيادهم الغربيون، ومنها على سبيل المثال مبادرة كيري سيئة الذكر، ومصرون على أن السلام هو الاستسلام، والتفاوض بالنسبة لهم يعني أن يحصلوا بالطاولة على ما فشلوا في الحصول عليه في الجبهات. صحيح أنهم يتحدثون عن السلام ولكنهم يرونه بذات الحَوَل الذي أرسلوا به طائراتهم إلى الجنوب بدلاً من الشرق لشن الحرب على إيران.
نفس المسلك الأحول الذي يحررون فيه اليمن باحتلاله ويدافعون عن وحدته بتقسيمه إلى كانتونات وتمويل المذهبية والمناطقية والسلالية ويحمون عروبته بالبلاك ووتر ويحافظون على أمنه واستقراره بالقاعدة وداعش ويدعمون اقتصاده بالحصار ونهب ثرواته السيادية وتدمير منشآته الاقتصادية وبنيته التحتية وتعطيل مؤسساته المالية والنقدية والطباعة التضخمية للعملة المحلية ويعبرون عن الإخاء في الجنوب باغتصاب المعتقلين وعن حسن الجوار بإمطار صعدة وحجة بشتى أنواع الأسلحة الفتاكة... الخ قائمة حَوَلهم الاستثنائي في الحرب والسلام.
لا توجد لدينا أي مشكلة مع أي مبادرة سلام حقيقية من أي كان، ولا توجد مبادرة سلام حقيقية لا تقوم على وقف العمليات العسكرية ورفع الحصار وخروج غير اليمنيين من اليمن ووقف التدخل الخارجي، والتعويض عن الأضرار، وهذا يعني أن كل مبادرة سلام لا بد أن تكون موجهة لتحالف الحرب على اليمن ونجاحها مرهون بمدى استجابته. أما ما يسمى مبادرة رياح السلام التي ترتكز على رئيسة برلمان الأطفال وإطلاق ألفي بالونة وألف حمامة بيضاء فمحلها قناة (طيور الجنة) ولا تستحق الحديث عنها.
المصدر أحمد الحسني
زيارة جميع مقالات: أحمد الحسني