ما الجديد؟
 

أحمد الحسني

أحمد الحسني / لا ميديا

الغارات والتحليق المكثف لطيران العدوان على العاصمة عشية تشييع الرئيس الصماد، وعلى المشيعين صبيحتها في ميدان السبعين، غباء مركب من وجوه عدة:
الأول أنه لو كان قادة التحالف حميراً لفهموا أن هذا الشعب الذي يواجه ترساناتهم العسكرية الجبارة منذ 3 أعوام ببندقية الكلاشينكوف ويقتحم معاقلهم الحصينة بأقدامه الحافية ويشيع شهداء بالأغاريد وتأوي ماجداته إلى مخادعهن بملابس الخروج كل ليلة استعداداً للغارة، هو شعب لا يمكن إخافته.
الأمر الثاني هو أن قلة عدد المشيعين لا يغير من واقع أن اغتيال الرئيس الصماد جريمة حرب، ولا يخفف من حجم فاتورة تبعاتها، بل على العكس من ذلك يفترض أن كثرة المشيعين تزيد حجم الصدى الإعلامي، المكسب الوحيد للعدوان من جريمته، وتمنح قيادة التحالف قدراً أكبر من الانتفاخ تباهياً بالعملية، فكثرة المشيعين تعكس مدى أكبر لأهمية الشخص، وتضفي بالتالي على عملية الاغتيال أهمية وقيمة معنوية، ومحاولة العدوان تفريق المشيعين بالصواريخ يعني أن التحالف السعودي لم يهدر فقط عشرات الآلاف من الدولارات فيما لا فائدة له فيه، وإنما في عكس ما يهدف إليه، ومن شاهد الحماس وهتافات التحدي التي ضج بها ميدان السبعين عقب كل غارة يمكنه الجزم بأن غارات العدوان والتحليق المكثف عشية التشييع ساهمت خلافاً لما يريده العدوان في حشد الجماهير إلى السبعين، ولم تثنِ أحداً عن الحضور؛ لكن ما الغريب في الأمر؟!
ترف الغباء المفرط هذا يشن علينا حرباً حولاء منذ ما يزيد على الثلاثة أعوام، ويشعل النيران في جنوبه وشماله وشرقه باسم الحرب على إيران، ويهدر مئات المليارات على تحالفات وهمية وبطولات فنتازية يطمع فيها بن سلمان أن يتسلق جبال اليمن إلى عرش أبيه، ويبحث فيها بن زايد عن مجد امبراطوري لقرية الإمارات بسرقة شجرة دم الأخوين من سقطرى والإنفاق على عصابات مسلحة في عدن وتعز.
ما الغرابة في أن يتصرف المجنون بجنون؟! وما الغرابة في أن ترفع الجماهير اليمنية بنادق إبائها وهتافات تحديها في تشييع الرئيس الصماد وهي التي تفعل ذلك منذ ما يزيد على الثلاثة أعوام في وجه الحصار وغارات الطائرات وقصف البوارج وزحف المدرعات وتكالب التحالفات، وكلما اشتدت أسلحة العدو فتكاً زادت عنفواناً، وكلما سقط شهيد تداعى إلى الجبهات ألف باسل، وكلما سكب العدوان حمماً انبعث من رماد حرائقها ألف فينيق؟!
إن كان ثمة جديد فهو مزيد من الفخر بالانتماء إلى شرف هذا الشعب الأبي الذي تزيده الأيام تموسقاً والتحديات إصراراً على الصمود. وإن كان ثمة رسالة بلغتها صواريخ العدوان لمشيعي الرئيس الصماد فهي انحناؤه إجلالاً وإكباراً لأبطالنا المرابطين على الجبهات الذين تزول الجبال ولا يزولون، من قضى نحبه ومن ينتظر وما بدلوا تبديلا.

أترك تعليقاً

التعليقات