مشارف النصر
 

أحمد الحسني

أحمد الحسني / لا ميديا

ثلاثة مقالات اضطررت لتمزيقها بسبب تلاحق المتغيرات في مجريات المواجهة مع العدوان خلال اليومين الماضيين، ولم أملك إلا أن أحني رأسي إجلالاً لأبطالنا من أبناء القوات المسلحة واللجان الشعبية، وأقر كإعلامي أن نجاح الإعلام الوطني في مواجهة الترسانة الإعلامية للعدوان لم تصنعه احترافية استثنائية لكوادرنا الإعلامية، وإنما صنعه أبطالنا الاستثنائيون في جبهات القتال. وأتمنى من كل قلبي أن لا تكشف الأيام أننا لم نفِ بمسؤولية حمل إنجازاتهم كما تستحق، وإن كنت على ثقة بأن دماء من ارتقوا شهداء من زملائنا وهم يؤدون واجبهم وكاميرا الإعلام الحربي التي ترافق الطلقة إلى صدر العدو والقذيفة الموجهة في الخنادق الأمامية ستشهد بأننا على الأقل لم نتعمد التقصير. 
خلال اليومين الماضيين قام تحالف العدوان بإنزال مظلي لعتاد عسكري لقواته المحاصرة في الساحل الغرب
وقام أبطالنا بأول عملية بحرية ضد قوات العدوان في المخا، ثم قامت قواتنا البحرية بمهاجمة فرقاطة سعودية وتدمير زورق عسكري في مياهنا الإقليمية في البحر الأحمر، تلاها في اليوم الثاني هجوم بطائرات مسيرة على مطار أبوظبي للمرة الأولى. وكل عنوان من هذه العناوين ليس مجرد عملية عسكرية نوعية ضد جبهة العدوان، وإنما لكل منها دلالته، وما بعده تحول عام في مسار المعركة العسكرية والسياسة وبدء مرحلة جديدة نحن فيها أصحاب قرار وخيار في رسم معالم المواجهة وقدرة على شن هجوم بحري لأول مرة وجوي أكثر فعالية وفرض حصار بري في مناطق مكشوفة دون غطاء جوي، بعد أن لم يكن بأيدينا غير الاستبسال الجبار في التصدي لخيارات العدو والصمود الأسطوري في مواجهته. لقد خسر العدو سيطرته البحرية وحصن المسافة والكثير من فعالية قوته الجوية. وهذا التحول سيضاعف عليه في المرحلة الراهنة فاتورة التحالفات والدعم السياسي، وسيضاعف خسائره الاقتصادية، سواء بالهدر أو بمغادرة رؤوس الأموال لمدنه التي لم تعد آمنة، وستحتدم الصراعات أكثر بين فصائل قواته، وتبادل الاتهامات ومحاولات القفز من السفينة المتأرجحة، وسيصبح ميله لارتكاب الحماقات أكبر وأكثر، وحظه في استنفار الأوروبيين لمعركته بتعليق عبور ناقلات النفط عبر باب المندب لن يكون أحسن حالاً من استنفاره المسلمين لمعركته باسم حماية الكعبة، سيزيد فقط من حجم الضغوط الدولية عليه بوقف العدوان ورفع الحصار والجلوس على طاولة المفاوضات، وهذا أحسن ما يمكن أن يحصل عليه التحالف السعوإماراتي، على اعتبار أن أكثر ما يحتاج إليه السفيه هو حمايته من نفسه. 
نحن على مشارف فجر ندين بشروقه لأبطال الجيش واللجان الشعبية، وقد أزف.

أترك تعليقاً

التعليقات