اليمانيون يهدمون حجر أساس أمريكا
 

كارلوس شهاب

كارلوس شهاب -

في عام 1945 أثناء الحرب العالمية الثانية حصل لقاء بين الملك عبد العزيز بن سعود، أول ملوك الدولة السعودية الثالثة، والرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روز?لت. حضر هذا اللقاء أمريكي آخر هو الكولونيل ويليام إيدي سليل عائلة من المبشرين الأمريكيين في لبنان، أصحاب أكبر استثمار تبشيري غربي (الجامعة الأمريكية في بيروت). كان هذا اللقاء يتوج علاقة اختمرت منذ العام 1933 عندما فازت شركة (standard oil company of California) بامتياز التنقيب عن النفط في الجزيرة العربية، وبعد سلسلة تحالفات وبيع أسهم نتجت شركة تابعة اسمها "الشركة العربية الأمريكية للزيت" (أرامكو).
كانت "أرامكو" أكبر استثمار أمريكي في الخارج، لدرجة نسجت حولها أساطير عدة، من ضمنها تصوير المنقبين الأمريكيين في الصحراء العربية بالحجاج الأنجلو-ساكسون الذين وصلوا إلى شواطئ القارة الأمريكية، وكذلك تصوير الحي الأمريكي في الظهران كمستعمرة «جيمس تاون»، ناهيك عن تصوير ملوك دويلات السعودية الثلاث بشكل مشابه لتسلسل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية منذ نشوئها والتأكيد على رباط سحري يربط أمريكا والسعودية عبر هذه الشركة. لقد نُسجت هذه الأساطر في كتب مثل «الاكتشاف» لوالاس ستينغر، وكذلك «مغامرات في العالم العربي» لويليام إيدي.
بعيداً عن هذه الأساطير كان دور «أرامكو» في العالم كبيراً جداً، حيث إن الدفعات التي وفرتها «أرامكو» والسيولة النقدية المتأتية منها ساهمت في «مشروع مارشال»، القاضي بإعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، كذلك كان لأرامكو دور في الانقلاب على حكومة مصدق الوطنية في إيران والسيطرة على الحقول الفارسية. وكذلك كان لأرامكو عبر شركة «التابلاين» دور في «الحرب الأهلية اللبنانية» عبر رئيس شركة "التابلاين"، ديفيد دودج. وأيضاً كان لأرامكو دور في حروب «كونترا» في أمريكا الجنوبية وكذلك أفغانستان. وتطول قائمة الأحداث التي شارك بها النفط العربي المنهوب لصالح أمريكا. ولكن يبقى الدور الأكبر لأرامكو هو ربط العائلة السعودية بكل ملوكها بأمريكا، لذلك ليس مستغرباً كل حملات الاستنكار العربية من حكومات وأحزاب وأشخاص لاستهداف «أرامكو» من قبل اليمانيين، إن اليمانيين يستهدفون الحجر الأساس الذي بنت عليه أمريكا مملكتها في منطقتنا. إنهم يثأرون بتكتيكاتهم البسيطة لكل عربي منهوب ولكل متضرر من مفعول هذا النفط المنهوب، من العام 1945 إلى اليوم.

أترك تعليقاً

التعليقات