عجل الإيهام الغربي للعرب يغرق في البحر
 

زياد السالمي

زياد السالمي / لا ميديا -
الحديث عن الأحداث الحالية يكسر صنمية الوعي القديم المتراكم، بخصوص الشرق الأوسط، ويدفعنا لإعادة التفكير والتطلع بنوع من الجرأة، ويحقق الاطمئنان من بعضنا لبعض والثبات على تجاوز المخاطر الموهومة، التي روجتها في اللاوعي الماكينة الإعلامية الهائلة؛ من الرضوخ والانقياد والقبول بالهزيمة، أمام القوة الغربية، هذا من جهة، وبالمقابل تؤكد ما توصل إليه وتناوله وعي المتأمل والمعني بخصوص التوجه الغربي في تشكيل شرق أوسط جديد.
ولعل أغلب الأحداث في المنطقة العربية كان يرمي ويؤكد ما يسعى له المستعمر، فلما إذن هذا التكتل العسكري والاحتلال العسكري في أكثر من دولة؛ قواعد أمريكية في الخليج، قواعد في سورية والعراق والأردن، بوارج وأساطيل في البحر؟! ما الداعي لذلك؟! إنه الاستعمار الحديث، فالحقيقة واضحة، وهي تنفيذ مخطط تفكيك المفكك وتمزيق الممزق وتجزئة المجزأ.
كل ذلك لا يعدو عن كونه وهماً روج له وسعى في تحقيقه المستعمر، فقد تم إيهام الخليج بالخطر الإيراني، وتم إيهام العرب بالخطر الإسلامي والعكس، وتم إيهام الجميع بقوة وسطوة وجبروت الغرب وأمريكا، وتم تأسيس أنظمة تخدم ذلك وتؤكد هذا المشروع الغربي في المنطقة، وتشغل المنطقة بأحداث جانبية عن هذا المخطط.
يأتي «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر لينعش الذاكرة، وكيف واجهته الأنظمة الغربية بحدة ووحشية تتجاوز العقل الإنساني. وتأتي الأحداث المقاومة للمشروع الغربي، ومنها موقف اليمن والحشد وحزب الله، في مجابهة المستعمر وضربه بالصواريخ والطائرات المسيّرة وإغلاق باب المندب في وجه الصهيونية، لتتأكد هشاشة المستعمر أمام جرأة المقاومة، وأصبح الصهيوني أوهن من أن يحمي نفسه فكيف سيحمي مصالح الخليج من وهم خطر إيران؟!
تتأكد أيضا حقيقة سبقنا قولها بأن الجميع مستهدف؛ الخليج والعرب ومصر وإيران، الجميع مستهدف من الغرب؛ لكنه أعجز عن الدخول في حرب شاملة، ولكن يبحث عن خونة يقومون بالدور عنه، بل يتأكد للخليج العربي أن ما روج له من خطر اليمن والشيعة وإيران ليس إلا وهماً سعت وتسعى أمريكا وبريطانيا و«إسرائيل» لتبتز به دول الخليج العربي.
إن قوة اليمن، التي أهانت وهزمت صنمية أمريكا ونفست عجل جبروتها وأغرقته في البحر الأحمر والعربي، كانت دلالة أكيدة ورسالة مطمئنة للأشقاء الخليجيين أن اليمن حريص على العرب ولم يستخدم أي قوة ضدهم كما يفعل اليوم بالأمريكي والصهيونية والبريطاني، لعله يتحرر من قيود الوهم المكبل به من الغرب، وأن الخطر على الجميع هو الغرب، وأن حمايتهم ليست بتلك القواعد التي تحتل منطقتنا العربية، وأن لا خطر يكمن بأي توجه آخر يهدد الخليج ومنه المد الشيعي، وأن الغربي لم يعد آمناً في قواعده فكيف يكون مصدر أمان للخليج الذي يدفع من قوة مواطنيه وثرواته لهذا المستعمر؟! وأن اليمن وإيران والخليج في المركب ذاته وقد يكونون دون أي خطر من الآخر في مواجهة ما يسعى له صهاينة العالم.
أليس هذا كافيا لكي يصحو العرب والأنظمة وتنهض بكل قوة في مواجهة الاحتلال؟!

أترك تعليقاً

التعليقات