ثورة 21 أيلول .. إلهام ثوري
- زياد السالمي الأربعاء , 24 سـبـتـمـبـر , 2025 الساعة 2:59:01 AM
- 0 تعليقات
زياد السالمي / لا ميديا -
ليس في الثورة شيخوخة ليبدو عليها الارتعاش فتسقط أهدافها من قبضة صناعها ، أو تصاب بالترهل والوهن فتتعب عن خوض غمار المستقبل، أو تترنح وتميل منجرة أمام الرياح والأعاصير .
الثورة أشبه بحد السيف ، تقطع كل شيء يقف أمامها ، فهي قوة وعنفوان وتجاوز ، وهي مجموعة قيم مقاومة للمألوف الهجين والاعتياد الرتيب.
الثورة هي التغيير الجذري لكل ما مضى ، لا تقبل المهادنة ولا التراخي في المسار ، كما أنها تجرف كل شيء أمامها ، وتؤسس لعالم آخر غير ما قبلها .
الثورة عابرة للحدود، كاسرة للقيود، مبادئ خلاقة تقوم على العدالة الإنسانية، تنتصر للمستضعف ، تعيد أفق الأمل لعيون المتطلعين الطامحين ، توازي في أدبياتها أفعالها ، تحترم الكلمة والفكر والثقافة ، وتصوغ من صدقها تطلعات الشعوب ... أي أنها ريادة واقتداء إنساني وفكري للثورات ، تلهم المتطلعين وتفتحآفاقها للآخر .
لعل هذا التوصيف أقرب - أو يوشك - إلى الاتساق تماساً بواقع ووقائع ثورة الواحد والعشرين من أيلول .
فمن فكرة التغيير الجذري تأتي معاني ثورة 21 أيلول ،ومن شبابية الثورة كطموح لا ينتهي ، ومسار مستمر ، تبدو ملامح الثورة عنفوانا ومثابرة.
من عالمية الفكرة تواجه وتقاوم المد الغربي فكرياً وعسكرياً وإرادة واقتداراً وتحرراً واستقلالاً ، علناً وسراً ، دون مواربة أو مهادنة ، لتغدو ثورة على الزيف الغربي ، وكسرا لسيطرته ، ونسف عجل إيهامه الذي يروج له كحماية حقوق الإنسان والعدالة الإنسانية بين الأمم والشعوب والأنظمة أمام انقياد وخضوع واستلام مشبوه من الأنظمة العربية، وتعرية للعالم، كما تخرجه من طور ما يتوهمه ويبرر وجوده إلى مكانه الفعلي ، أي إظهار أنيابه الخفية التي تعني حماية مصالحه المادية ثم تغرقه في البحر . هذه الفكرة بدأت في الصرخة كند مواز ووجود مقابل . ومرت بأطوار من المواقف والأفكار ، وتر سخت كفكرة فلسفية تناولها الشهيد القائد رضوان الله عليه ومن بعده السيد القائد قائد الثورة حفظه الله .
وها هي في أطوارها الريادية الملهمة تفاجئنا بتنام تكاملي ، آخره وليس الأخير موقف اليمن كدولة بإغلاق باب المندب أمام سفن العدو الصهيوني ، حتى يوقف عدوانه الهمجي على أهل غزة ، ثم مواجهة العدوان البريطاني الأمريكي باقتدار وحنكة وحكمة ثورية أضحت علامة ونهجاً في ضمير الإنسانية يشدو بها الأحرار .
وها هي بذلك تعبر بسرعة الحق وقوته إلى أبعد مدى .
كما رسخت قيمها المثلى غير الزائفة ، والمكللة بالأفعال التي تسير نحو التغيير الجذري الذي أعلنه قائد الثورة في ذكرى ميلاد الحبيب المصطفى صلوات ربي عليه وعلى آله، في العام 1445هـ . . . فبوركت الجهود.
المصدر زياد السالمي
زيارة جميع مقالات: زياد السالمي